رسالة اليوم

16/06/2025 - لم يدخل الهيكل

-

-

وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ عُزِّيَّا أَبُوهُ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ هَيْكَلَ الرَّبِّ. وَكَانَ الشَّعْبُ يُفْسِدُونَ بَعْدُ (أخبار الأيام الثاني27:2)


لماذا لم يدخل يوثام هيكلَ الربّ؟ لا بدَّ أنَّ ما حدث لأبيه قد أخافه، لأنه على الرُّغم من أنّ عزّيا أطاع الله وحكمَ بشكلٍ جيّدٍ، إلَّا أنَّ موقفًا واحدًا في لحظة حماقةٍ، جعل يوثام يخشى المخاطرة بنفسه لذاتِ المعاملة (أخبار الأيام الثاني 26). انظر أعمالَ الربّ واعلم أنك لست مختلفًا عن أيِّ شخصٍ آخر. من الأفضل أن تفعل وألّا تنقاد بأيّ تجربة، لأنَّ الثمنُ سيكونُ باهظًا في حالة حدوث ذلك.

يجب أن تفعلَ الصّوابَ في عيني العليّ. كان عزّيا ملكًا صالحًا، ولكن عندما كان عليه أن يقاوم التّجربة ولا يدخل الهيكل ليعمل مشيئته، أهملَ ذلك، وسقط في التعدّي (2 أخبار الأيام 26: 16-21). يجب أن نبقى تحت الإرشاد الإلهي، غير منتبهين لاقتراحاتِ الشِّرير بأيِّ حال من الأحوال. في كثير من الأحيان، يبدو عملُ الظلمة مشابهًا لِعملِ الله، وأولئك الذين لا يميّزون ويتعرَّفون على صوت الربّ سوف يقعون في التّجربة. يتحدثُ الربُّ إلينا فقط من خلال كلمته في أيامنا هذه (عبرانيين 1: 1).

السَّهر والصَّلاة هما توجيهاتٌ إلهيّة (مرقس 14: 38). ومن لا يراعيها يقع في التّجربة. لو لم يحذر يسوعُ عندما كان جائعاً، لكان قد حوَّل الحجرَ إلى خبزٍ، وبالتالي لكان قد هُزم. ولكن بما أنه كان ساهرًا وسلكَ في شركة مع الآب، لاحظ أنَّ هذا الصَّوت آتٍ من الشّرير. في البداية، خلق السَّيدُ كلَّ شيء من العدمِ، لذلك كان بإمكانه أن يصنع الخبز لو أرادَ ذلك.

لمَّا رأى عزّيا نفسهُ مصاباً بالبرص، أسرع للخروج من بيت الله. يجبُ أن نبدي ملاحظة حول هذا الاختيار: بدلاً من مغادرة الهيكل، كان ينبغي لعزّيا أن يتوبَ فوراً. لو فعل ذلك لصلّى الكهنة من أجلهِ، ولكان الربُّ قد شفاه، كما فعل مع مريم أخت موسى التي أخطأت أيضًا (عدد 12: 1-15). يمكن لأيّ شخص أن يفعل الصّواب أمام عيني الله، ولكن إذا لم يتمّم الوصيّة، فسيتم اعتباره متعدّيًا.

الأمرُ هو أن تخلصَ أنت وعائلتك. كثير من الذين لا يلتزمون بهذا المبدأ، ينتهي بهم الأمرُ إلى السَّماح للعدوّ بالسَّيطرة على حياة أحبائهم. هذا الإعلان هو أكثر من مجرَّد إرشاد، بل هو وصيّة يجب قبولها والإيمان بها حتى يصبح الجميعُ خدّاماً لله. يجب علينا ألّا نصلي كي يحدث هذا فحَسب، بل يجب أيضًا أن نثابر حتى يتمَّ تأكيد الوعد. الخلاصُ لبيتك كلّه.

إنَّ الذين يسيرون مع الربّ يعرفون كيف يتصرَّفون بشكلٍ صحيح، لأنَّ حقيقة أنهم يسيرون معه تعني أنهم استمعوا إلى الكلمة. الآن يمكن رؤية هذا في كلِّ ما يفعله هذا الشَّخص. ولكن حتى لو لم يشعروا بالانتصار من الناحية المادية، فمن المؤكد أنّ اليدَ الإلهيّة لن تفارقهم أبدًا. أولئك الذين يخلصون يعرفون أنهم في المَسيح يمكنهم أن يفعلوا كلَّ ما يأمرهم به. النَّصرُ سيكون دائمًا للأشخاص الذين يعرفون الله القدير.

كيف تسلكُ؟ هل تحفظ الوصايا؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت لستَ تحبّ الله ويسوع فقط، بل أنت أيضًا محبوبُ الله (يوحنا 14: 21). الآن، إذا كنتَ بالكاد قد فكرتَ في الكلمة، فيجب عليك أن تصحِّح الأمور وتتصرّف وفقًا للكتاب المقدَّس. أولئك الذين يعرفون المَسيح يتحرَّرون من كلِّ أنواع العبودية، بما في ذلك أسوأها: العبودية الدّينية.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز