رسالة اليوم

15/06/2025 - لقد تحقّقت النّبوءة

-

-

وَكَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَحَسَبَ ذِهَابِ الْمُدَّةِ عِنْدَ نَهَايَةِ سَنَتَيْنِ، أَنَّ أَمْعَاءَهُ خَرَجَتْ بِسَبَبِ مَرَضِهِ، فَمَاتَ بِأَمْرَاضٍ رَدِيَّةٍ (أخبار الأيام الثاني19:21)


كان يهوشافاط، ملك يهوذا، رجلاً يتقي الله جدًّا. لكنّه لم يعلّم ابنه يهورام أن يطيعَ الربّ والأسفار المقدّسة، لذلك لم ينجح وريثه عندما جاء وقته للمُلك. يجب على المسيحيين أن يهتموا بتعليم أقاربهم وأصدقائهم احترام العليّ. فإذا لم يتجدّدوا، يمكن أن يستخدمهم الشَّيطان بطريقة منحرفةٍ.

أمرٌ عجيبٌ كيف دخل الشَّر إلى قلب بكر يهوشافاط. مثالُ والده لم يكن يعني شيئاً له. وكان من أسوأ بني إسرائيل على الإطلاق. وليس هناك من يستطيع أن ينظر إلى مجموعة من الأطفال ويقول إنَّ بعضهم، خلال سنواتٍ قليلة، سوف يصبح بالغاً وخارجاً عن القانون. ولكن إذا لم يخلصوا، فقد يحدث هذا. الرَّحمة يا ربُّ.

على الرُّغم من أنَّ الملك يهوشافاط فعل أمورًا صالحة، إلَّا أنه ارتكب خطأً فادحًا: عندما زوَّجَ ابنه من ابنة أخآب وإيزابل، واتَّحدَ مع بيت إسرائيل. كان هذان الزّوجان مسؤولين عن إبعاد بني إسرائيل عن الربّ واستبداله بالبعل، الإله الكاذب، الذي خلقه خيالُ شخصٍ شرّيرٍ ما. تمكّنتْ عثليا ابنة إيزابل من أن تقود زوجَها إلى الخداع والهلاكِ.

لو كان يهوشافاط حكيمًا، لكان قد طلبَ الإرشاد الإلهي، وبالتأكيد لم يكن ليختارَ ابنة الزَّوجين الملكيين، من السَّامرة، لتكون زوجة لابنه. ولكنّه لم يفكر بشكل صحيح، لذلك عانت عائلته وأمة يهوذا بشدّة. فكان عليه أن يبتعد عن آخاب بما أنَّه لم يُظهِر أيّ محبّة لله. وبعد جلوس يهورام على العرشِ، أظهرَ شخصيّة الذي يخدمهُ، فقتلَ إخوته.

قيل أنَّ يهوشافاط كان أباً صالحاً. لكنّه تصرَّف كوالدٍ عالميٍّ، وليس كخادم العليّ، لأنه رغبَ في خير أولاده المادي فقط. لقد ترك لهم ميراثًا مادياً كبيرًا، لكنّه لم يعلّمهم مخافة الله. يجب على الآباء الصَّالحين التحقّق من إيمان أولادهم، أو إذا كانوا يذهبون إلى الكنيسة لأسباب أخرى. أولئك الذين لا يطيعون الله هم هالكون، وبالتأكيد يخدمون الشَّيطان (متى 6: 24).

أولئك الذين لم يتجدّدوا لن يخافوا الربَّ أبدًا، وعندما تأتي الفرصة، لن يتردّدوا في فعل الشَّر واتباع العدوّ. ودون أن يلاحظوا، فإنَّ الخاضعين للشَّيطان يتسبَّبون في مشاكل كثيرة لإخوتهم وجيرانهم، وللعمل الإلهي، وأخيرًا لأنفسِهم. نحن بحاجة إلى مشاركة الإنجيل مع جميع النّاس (مرقس 16: 15)، وخاصة مع أقاربنا المقرَّبين. آمين؟

وصلتْ رسالة إيليا المثيرة للجدل إلى يدي يهورام، ولكنّه تجاهلها واستمرَّ في الشَّر بلا مبالاة. وأخيراً مات كما تنبّأ عنه. احرص! احذر وانظر من يتبع أولادُك، وإلّا سيُدانون للأبدِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز