رسالة اليوم

14/06/2025 - قلبٌ واحدٌ وروحٌ واحدة

-

-

وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا (أعمال الرسل32:4)


أمرٌ هامٌ هوَ الحصولُ على وحدة الإيمان والفكر في الجماعة حتى يكون هناك سلامٌ بين الإخوة ليتمّ عملُ الله. وحيثما يوجد اختلافٌ يكون هناك عدم احترام للتوجيهات الإلهيّة، لأنَّ المَسيحَ أسَّس سلطاته الخاصَّة في بيته. لقد أعدَّهم ومسَحهم ليقودوا عملَه. لكن للأسف هناك أناسٌ تقودهم أفكارٌ شرّيرة. الرَّحمة يا ربّ

فكّر الجميعُ في الكنيسة الأولى، حسبَ مشيئة الله وأرادوا أن يفعلوا ذلك، ممّا جعلَ الإنجيل ينمو بسرعة. في أيامنا هذه، لا يزال هذا ضروريًا للغاية، فليس هناك سيّدان ولا روحان قدُسان، بل فقط مسحة وتوجيه واحدٌ على الجماعة. لا يمكننا أن نلتفتَ إلى المحاولات الشَّيطانية التي تسعى إلى تدمير عمل الله من خلال أناسٍ يسمُّون أنفسَهم خدّاماً للربّ.

عندما ينجحُ الشَّيطانُ بدفع أحدِ أتباعه إلى إزعاج الكنيسة، تبطلُ المعجزات وتبدأ الخطايا في الظهور بين المخلَّصين. وحيثما تكون القيادة ضعيفة، ولا تسجدُ عندَ قدمي العليّ، يخلق العدوُّ البلبلة ويخترع المشاكل دون سببٍ. وهكذا يتألم جسدُ المسيح كلّه. لا تجتمِع مع الذين يروِّجون للانقسام في بيت الله، ويدسّون الخطايا في حياة القادة. صلّوا واطلبوا القضاءَ الإلهي.

يجب على القادة الرُّوحيين أن يعيشوا مكرّسين دائمًا. وهكذا، كلّما لاحظوا انتشار بدعة بين المخلّصين، دخلوا في الصّلاة فوراً ليضعَ القديرُ حدًّا لذلك. لو لم يصرخ موسى وهرون في الوقت المُناسب، لكان تمرُّد قورح وداثان وأبيرام قد جلب دماراً هائلاً للكنيسة في البرّية. تدخلَ الربُّ وتصرَّفَ بطريقة لم يروها من قبل.

يقول المزمور 133 أنه حسنٌ وممتعٌ أن يسكنَ الإخوةُ معًا تحتَ التوجيه الإلهي. وشبّه المرنّم هذا بالدُّهن الطيّب النازل على الرأس واللّحية حتى طرف ثياب هرون، الكاهنُ الأوّل لشعب الله. يجب أن "ينسكبَ" هذا الزيت أيضًا على قادة الكنيسة اليوم، حتى ينالَ الجميعُ استنارة الكلمة ولا يتركوا الشّرير يقوم بعملهِ.

هذه هي الوحدة التي جلبَها يسوع للبركة؛ ولكن للأسفِ، هناك بعضُ الذين ينتفضون ضدَّ الذين دعاهم الفادي. هؤلاء الناس يؤثرون على أصحاب النوايا الحَسنة لترك الجماعة. يقولون إنهم لا يريدون "التّغاضي عن الخطيئة"، التي هي في الحقيقة، في شفاههم الكاذبة فقط. كان قورح وداثان وأبيرام مخدوعين وعميانًا جدًّا لدرجة أنهم لم يمانعوا في التمرُّد على خالقهم.

إنَّ الوحدة في بداية الكنيسة وخوفهم من إرادة كلّي العِلم جعل العمل يتقدَّم، وقاد الملايين إلى الخلاص. اسهَروا وصلوا حتى لا تقعوا أبدًا في خداع العدوِّ ممّا يقود البعض إلى العقاب الأبدي. أولئك الذين يتسبَّبون في أي نوع من العثرات في عمل الله سيدفعون ثمنًا باهظًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز