رسالة اليوم

12/06/2025 - عندما يَسمع النّاسُ ويرون

-

-

وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ فِيلُبُّسُ عِنْدَ اسْتِمَاعِهِمْ وَنَظَرِهِمُ الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَهَا (أعمال الرسل6:8)


ليس هناك أفضل من أن ينقادَ أبناءُ الله بالرُّوح القدس. وإذا كان الأمرُ كذلك، فسيرون أنَّ الربَّ يفعل لخدّامهِ اليوم أكثر ممَّا كان يفعل في الماضي أيام النّاموس. وزيارته لمكانٍ معيَّنٍ هي أكملُ وأقوى ممَّا كانت عليه في أيام شَمشون، عندما بدأ يُنقذ إسرائيل من نير الفلسطينيين، أو أيام يونان في نينوى، عندما رأى المدينة بأكملها والملك يستسلمان أمامَ العليّ.

كانَ هناك بعضُ الأشخاص الذين يبحثون عن الحقّ في مدينة السَّامرة المُضطربة رغمّ الظلمة التي استعبدَتهم. فاستسلموا لكلام فيلبُّس، لأنه تكلَّمَ بالصَّواب عن المَسيح. في الوقت الحاضر، هناك مدنٌ وبلدانٌ سيتم افتقادُها بطريقةٍ عظيمةٍ ومجيدة. إذا تكلّمنا مثل فيليبُّس، ففي غمضةِ عينٍ سيرى الناسُ صلاحَ الله. مجدُ البيت الثاني – رسالة الإنجيل – أعظم من مجد البيتِ الأول، أيّ النّاموس.

ما الذي ينقصنا كي نُستخدم في المعارك الرُّوحية، كما فعلَ إبراهيمُ عندما واجه الملوك الأربعة الذين هزموا ملوكَ سدوم والمدن المجاورة. لم يتمكّنوا من مقاومة رئيس الآباء العبراني مع خدامه الـ ٣١٨؟ من المُمكن أن نرى، في ليلةٍ واحدةٍ من الصَّلاة، خدّام العليّ مسلَّحين لهزيمة الحكومات التي تقتل الذين يبشِّرون بالكلمة. وأعتقد أننا نعيشُ في هذه الأيام المجيدة.

يجب أن نقولَ الحقيقة كما فعل فيلبُّس في السّامرة. ولكن هذا ليس شيئًا صادرًا عن نيّة الإنسان، بل من شفاه من كان قلبه في يدِ الله! الآن، لا يمكننا أن نفعلَ شيئاً إذا لم نحصل على إذنٍ من السَّماء. ولكن هل نعرف ما الذي يجب أن نطلبه؟ أعاننا الله على العيش في حضوره. ومن ثم، سيكون لدينا إمكانية الوصول إلى كلِّ ما كان لإخوتِنا في العَهد القديم.

طردَ فيلبُّس الشَّياطينَ من السَّامرة في الاجتماعات التي قادَها. ولماذا لا يتم طردُهم اليوم؟ هل أيدينا ملوَّثة لدرجة أنَّ الله لا يستطيع أن يستخدمَنا، أم أنَّنا لم نستسلم له كما ينبغي؟ قال يسوعُ أنّه سيحبّنا إذا أحببناه وفعلنا وصاياه. إذا كان هناك أيُّ خطأ في تنفيذ العمل فهو خطأنا.

يجب أن نؤمنَ أنَّ يسوع لم يكنْ مخطئًا، ولم يفشلْ في إتمام العمل كما يخبرنا الكتابُ المقدَّس، لأنه جلبَ لنا جميعًا النّعمة والحقّ. لقد فهمَ فيلبُّس أنه ينبغي أن يتصرَّف في وسط السَّامريين كمرسلٍ من الله. لذلك، تمكَّنَ من مشاركة فرحةٍ كبيرة معهم. لقد رآه الجميعُ يفعل ما أعلنه. وهكذا سمِعوه جميعُهم بنفسٍ واحدة. هؤلاء الناس لم يستطيعوا مقاومة قوَّة العليّ.

هناك مدنٌ كثيرة مثل السَّامرة تنتظر ظهور خدّام الله الحقيقيين، الذين لن يتحدَّثوا عن الخلاص فحسبْ، بل سيُظهرون أنّ الربَّ معهم حقًا. سيُثبتون الكلمة بالعلامات التي تتبع الكرازة بالحقّ. وهكذا يقتنع الضَّالُ بحقيقة الإنجيل. هناك قوَّة تنتظرنا أكثر ممَّا نظنّ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز