-
-
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، (رسالة أفسس4:2)
إنَّ عملَ الله الذي صنعه فينا له تفسيرٌ واحد فقط: هو غنيٌّ بالرَّحمة جدًا. فبسبب خطيئة آدم، طُرد الإنسان من وجه الربّ، وصار شرّيراً. ومع الطبيعة البشرية الملوَّثة بالخطيئة، لا يمكن للمرء أن يجدَ شخصًا صالحًا. يقول إشعياء النّبي (6:64): وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا.
لقد استخدم الله رحمته لأنه يحبّنا كثيرًا. واليوم أولئك الذين يُسيئون إلى أنفسهم لن يخلصوا، لأنَّ من يختار العيشَ في الظلمة والفساد الأخلاقي لن يتمكّنَ أبدًا من العيش في شركة مع الآب. أولئك الذين يقبلون يسوع ربًّا ومخلّصًا تُغفر لهم خطاياهم ويُخلقوا ثانيةً في المَسيح، ويتبرَّرون بالعملِ الذي قام به السَّيد على الصَّليب.
كلُّ ما تمّ من أجلنا حدثَ قبل أن نقبل آلامَ يسوع على الجُلجثة. لقد تألم بسببِ تعدّيات البشر؛ لذلك جميعُ الناس مشمولون بهذا العمل الفدائي. وهكذا عندما نقبله، يصبح تبرير آثامنا تلقائياً. ولكن من لا يقبل عطيّة السّماء التي لا مثيل لها، لا يمكنه أن يتمتّع بالخلاص.
محبّة الله منحتنا الحياة إضافةً إلى تبريرنا بموت يسوع. الآن، إذا قمتَ بالاختيار الصَّحيح، فستعودُ إلى الربّ. هذه هي عملية النّعمة الإلهية التي أنقذتنا. لذلك يجب أن يصلَ هذا الخبر إلى الجميع. وإلّا سوف يضيعون إلى الأبد. إنَّ خطة العليّ لخلاص الإنسان قد اكتملتْ.
تستمرُّ الأخبارُ السَّارة: لقد قُمنا مع يسوع. وأخرَجنا الله من مملكة الشَّر ونقلَنا إلى ملكوت ربّنا ومخلِّصنا. أجلسَنا العليُّ في السَّماويات في المَسيح. وهو على كرسيّه، خيمة داود، ونحن ثابتون معه هناك أيضًا. هللويا
إنَّ للربّ غرضٌ عظيمٌ في إحيائنا وإقامتنا ووضعنا مع ابنه في السَّماويات. فلا سبيل للشَّيطان أن يمَسَّ من يعرف امتيازه في المَسيح ولا يتخلّى عنه. فإذا أغواك العدوُّ وسقطتَ في أكاذيبه، فإنك تفقد هذا المركز المميَّز في ابن الله. وهكذا ما حققه يسوع للجميع لن يكون شيئاً لكَ.
يريدُ الله أن يستخدمك ليُظهر، في العصور القادمة، غنى نعمته الوفيرة. لذا جهِّز نفسك، لأنه سيكون لديك الكثير لتفعله بقربه إلى الأبد. ومن الضَّروري المثابرة في اتباع المخلص. كلُّ هذا تمّ بلطفهِ – اللطف المحبّ أو الرّجاء العظيم في المَسيح. آمين
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز