رسالة اليوم

06/06/2025 - خيمة داود

-

-

«فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا، وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ. (عاموس11:9)

لقد أدرك داودُ أنَّ نموذج المَسكن الذي أظهرَه لموسى، ليصنع منه نسخةً طبق الأصل لِما رآه – المسكن في البرية – كان أكبر من فهمِنا. فهناك ينبغي أن يُعبَد الله القديرُ قديماً، وكان النّاس بحاجة إلى أن يمتلئوا بحضوره. وفي هذا المكان تتمّ الخدمة التي يجب أن تُقدَّم للربّ. وهكذا يتقدّم الناسُ من خلالهِ إلى الله.

عرفَ داودُ كيف يدخل إلى حضرة العليّ عندما كانَ حيًّا، وكيف يملأ خيمته بالمسحَة، لذلك لم يخسَر إسرائيلُ معركة واحدة. ثمَّ نجح سُليمان خليفته في البداية بعد وفاته؛ لكنّه ضلَّ في نهاية حياته ولم يعُد الربُّ معه. وبالتالي كان حكم رحُبعام حفيد داود ضعيفًا لأنه لم يُعِدّ قلبَه لطلب القدير، وهكذا انقسمت بلاده إلى مملكتين.

وعدَ العليُّ بأنه سيُعيد بناء خيمة داود من خلال نبوّة عاموس. إنها الفترة التي نعيشها؛ ففي النّهاية مات يسوع وقام وهزم الشَّيطان. ولن ينهضَ ملكُ الجحيم مرَّة أخرى. بل على العكس، عندما يعود المسيحُ، سيُلقى أبو الكذب في البحيرة المتقدة بالنّار والكبريت إلى الأبد. نحن نعيش في الوقت الذي تمّ فيه إصلاح الخيمة حقاً.

سقط المسكنُ مع سقوط ملوك يهوذا وأسرِ الشَّعب المقدَّس، ولكن أعيد بناؤه من أجلنا. اليوم يمكن للذين يؤمنون أن يدخلوا إلى حضرة الآب وينالوا القوَّة للتغلّب على قوى الظلام. بهذا لن يشتكي الشَّيطانُ على أبناء الله بعد الآن. يمكن للمُحبَطين والمُضطهدين والعاجزين عن مقاومة الشَّر أن يفرحوا ويمتلئوا بالسُّلطان والقوّة.

تمَّ إغلاق جميع الثّغرات التي اضطهد بها العدوُّ الشَّعب المقدس. الآن لم يَعُد هناك سوى النَّصر! ما نتحدَّث به إلى القدير بألسنة من نار لا يصل إلى آذان المجرِّب. وحتى لو وصلَ، فهو غيرُ قادرٍ على فهم كلمة واحدة. نتحدَّث في الرُّوح بأسرار، الأشياء التي يفعلها الله ويريد أن يفعلها لأولئك الذين يخدمونه بالرُّوح والحقّ. هللويا، لقد تمّ إصلاحُ الخيمة!

كانت الخسارة كبيرة، لأنهم دنّسوا قدسَ الربّ. ولكن ما تبقى هو تديّنٌ صارمٌ وفارغٌ. ولكنَّ الله أقام الآن خيمة داود من بين الأنقاض. لذلك يمكن للجميع الآن أن يحتموا تحتها، ويجدوا الربَّ فيها ويتلقوا النِّعمة للقيام بنفس الأعمال التي قام بها داودُ وأيضًا التي قام بها يسوعُ المَسيح.

سُمِّيَ هذا المكان خيمة داود، لأنه أدرك وجودها واستغلّها. لقد كان مكانًا روحيًا منذ العصور القديمة. أولئك الذين يتعلمون العيش في حضرة الآب لا يتركون هذا المكان السَّامي.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز