رسالة اليوم

28/02/2017 - كُنْ حَذِراً مِن الأشرَّار

-

-

"إِذَا جَاءَ الشِّرِّيرُ جَاءَ الاِحْتِقَارُ أَيْضاً وَمَعَ الْهَوَانِ عَارٌ" (الأمثال 18: 3).

يَحتقرُ الشرِّير وصَايا الرَّبِّ، فهو يَعرفُ الحقَّ، ولكن لِسببٍ ما لا يُطيعها. فَالعاملُ الذي يتَسببُ في انقِسامِ الكَنيسةِ ليسَ لهُ وصفٌ آخرٌ إلاّ "شرِّير"، لأنهُ يَبحثُ عن مَصلحتهِ الخَاصّة ويَتمرّدُ على الحِكمةِ الحَقيقية (الأمثال 18: 1). والشَّخصُ الذي يُوافقُ الاشرَّار يَشتركُ مَعهم في الخَطايا، ويَتحمّلُ أيضاً نَفس العِقابِ ويَكونُ مُشابِهاً للذينَ يَتدخّلونَ في أمُورِ الآخرينَ. ففي اللّحظةِ التي يَتحالفُ فيها أحدٌ مع الشرِّير يُهينُ نَفسهُ، ويَحتقر الله الذي أكرمهُ واعَطاهُ الحقَّ ليُطالبَ بِحقوقهِ، والآن هَذا هو العَار. فمَنْ ليْس صَالحاً رُوحياً لا يَحصلُ على البَركات المُعدّة للذينَ يُؤمنونَ بِالكلمةِ، ويُدخلُ نفسه في مَعارك.

فَعلى سَبيل المِثال، صَاحبةُ البِيتِ التي تَعْتني بِأولادِها جيداُ، تُحيطُ بِها العِنايةُ الإلهيةُ، ولدِيها أسرةٌ جَيدةٌ. لكنْ، لو في أحَدِ الأيامِ، قَرّرت أن تَترك مَنزلها وتَهربَ مَع رجلٍ آخر. تُرى مَا نوعُ هَذا البِيت الذي سَوفَ تَبنيهِ؟ هل سَيحترمُهَا أطفالها الجُدد عِندمَا يَعرفونَ مَاضِيها؟ ومن المُحتملِ، أنها سَتضيفُ خَطأ آخر إلى هذا الذي قدْ ارتكبتهُ وتَدعو أبناءَ زَواجِها السَّابق لِتركِ أبِيهم أيضاً والعَيشِ مَعها.

قال الرَّبُّ يَسُوع: وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ على حسب أعَمَالُهُ.( الرؤيا 22: 12)، لِذلكَ كُنْ أميناً في دَعوتِك! لأنَّ يَسُوع لِديه المُكافأتُ لكلِّ الذين يَفعلونَ مَشيئة الله. لكنَّ تَرْككَ للمُكافأةِ السَّماوية التي تَدومُ إلى الأبدِ، من أجلِّ أيّ مُكافأةٍ أرضيةٍ أخرى، يَعني أنكَ تَتصرفُ مثلَ عِيسُو، الذي خَسِرَ الحقَّ في البَركةِ بِسبب طَبقٍ من العَدْسِ (التكوين 25).

يُريدُ الرَّب أن يَكونَ الجَميعُ أُمناءً. فمثلاً، تكونُ عُشوركَ كُلّها للرَّبِّ، وليْسَ لكَ. وليس لأحدٍ الحَقَّ بأن يَستخدمَ ما خصّصهُ الرَّبُّ لحِفظ عَملهِ. فاِحترز! مِن أن تَكنْ غَيرَ مُؤهل! فلا تُفسدَ عَملَ الله بلّ كُنْ مُخلِصاً لله ولدَعْوتك. وأهُرب مِن الإغَراءاتِ، ولا تُحاول أن تَكونَ أكثرَ حِكمةً مِن الرَّبِّ الإلهِ، ولا تَدخُل في أيّ مُشكلةٍ مَع شَخصٍ آخر. ومَن يُحكّمُ عَقلهُ لا يَتفقُ مع الأشرَّارِ، إنّما يَكونُ ثَابتاً في مَحبتهِ للرَّبِّ.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز