-
-
15وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُكَ». عاموس15:9
إنَّ كنعان ترمز إلى ملكوت الله، ولكنَّ بني إسرائيل لم يؤمنوا إلّا بأرض مادية، حيث يزرعون ويحصدون. وبالتالي خسِروا الأفضل، تمامًا كما هو الحالُ اليوم، حيث لا يفكِّر الكثيرون إلّا في الشِّفاء الجَسدي والرّخاء المادي. هناك حلٌّ لمشاكلنا في هذه المملكة، ولكن هناك الكثير ينتظرنا. كلُّ من يفكر فقط في سلامة الجسَد والعواطف يهدرُ الثَّروات السَّماوية.
تبدأ الحياة الأبدية في اللّحظة التي نفهم فيها الحقَّ ونقبل يسوع ربًّا ومخلِّصًا. حتى ذلك الحين، كنّا أمواتًا بالذنوب والخطايا، منفصلين عن إرادة الآب. ولكن عندما نلنا الخلاص، أعطينا السُّلطان لنصبحَ أبناء الله. وبالتالي نحن ورثة ومشاركون بكلِّ ما أعطاه العليُّ للابن. إذا كنّا فيه، فإنَّ ملءَ اللَّاهوت يسكنُ فينا.
إضافةً إلى المعلومات الهامّة التي يَمنحنا إيّاها إيمانُنا بالمَسيح، بأننا سنُزرع في أرضنا ولن ننزعَ منها أبدًا، فإنَّ قلوبنا تمتلئ بالفرَح. من الضَّروري أن نفهم أنّنا لم نُنزع من عبادة الأصنام والسِّحر والخطايا الأخرى لنحملَ لقبَ المُخلّصين فقط، بل لنعيش على هذا الأساس. يمكننا أن نتمتع ببركات الآب الصَّالح. والبشريّة يجب أن تتعلّم هذا.
أمرٌ مؤلمٌ جدًا أن نرى أشخاصًا يعيشون أدنى من الخط الذي حدّده الربُّ. الآن، ما دام يسوعُ قد جاءَ ليعطينا الحياة الافضل (يوحنا 10: 10ب)، فيجب أن نعيش منتصرين وناجحين، وخاصَّة في المجال الرُّوحي. لأنّ القوَّة التي جعلتْ يسوع يضاعف الخُبز والسَّمك، وشفاء المتألمين، هي في متناول أيدينا. أين هو الإلهُ خالقك الذي جعلك من شعبهِ؟ عِشْب أفضل ما يُمكن حسبَ مشيئتهِ.
كانتْ عبادة بني إسرائيل للقدير من باب الاهتمام، لأنَّهم صرخوا إليه عندما تعرَّضوا لضغوط من أعدائهم. كما صرخوا في وقت زراعةِ الحقول من أجلِ الحصول على حصادٍ جيّد. منعهم الاهتمام بحياتهم المادية من الحصول على أفضل ما في الله. امتحِنْ ذاتك وانظر ما إذا كان هذا هو جوهر حياتك. إنَّ الذين يطلبون الربَّ فقط لحلِّ المشاكل اليومية، يخسرون الكثير. يا للنّفس المسكينة!
ألم نحيا مثل الضَّالين الذين يمارسون السِّحر والشَّعوذة الأخرى في خلافٍ مع الكلمة؟ من الضَّروري أن نخدم العليَّ حتى نشعر بأننا ننتمي إليه. لقد أهدرنا البركات ونحن نعيش بعيدًا عن المعيار المحدَّد لمختاري الله. لماذا لا نستمتع بكلِّ ما أعدَّهُ الآبُ لنا، وبما أنَّ اسم يسوع يمنحنا هذا الحقّ! فهناك وفرة من المواهب في المَسيح.
لقد زُرعنا في ملكوت الوعود ولن نُنتزع منه أبدًا. هذه هي فكرة العليّ. لذلك لا يجب أن ننحني أمام تهديدات العدوّ، بل نستمرّ في معرفة الذي سحقَ الشَّيطان وأعطانا القوَّة للقيام بنفس الأعمال التي قام بها. يتوقع الله منك المزيد، آمين؟
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز