رسالة اليوم

31/05/2025 - الكلّ في ذاتِ الوقتِ

-

-

هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ، وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ، وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيرًا، وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ (عاموس13:9)


تنبّأ عاموس بالمُستقبل رغم أنَّه لم يكُنْ نبيًا، بل كان مربّي أغنام ومُزارع تينٍ، مستخدمًا أمثلة لِما سيحدث في عصره. وأعلنَ عن أيّام خاصّة، لا يكونُ فيها للفعلة وقتٌ لتقسيم مهامهم، لأنّ من يحرث الأرض يُدرك حاصدَها. وبما أنّ هذا يحدث اليوم مسبقاً في عمل الله، فيمكننا القول أنّنا نعيش في مثل هذه الأيام.

كانت جداول أعمال الوعّاظ المشهورين مليئة بالالتزامات لمدّة سنتين أو أكثر حتى وقت قريب جدًا. لكن اليوم لم يعُد هذا موجوداً، لأنَّ الفرص تظهر في أماكن كثيرة، بحيث لا يستطيعون الوعظ إلّا مرتين في الأسبوع على سبيل المثال. وفي نفس الوقت نقوم بتعليم المتغيّرين الجُدد ما يجب عليهم فِعله، ونقود الآخرين لقبول يسوع واتباع تعاليمهِ.

لم يَعُد هناك مكان للّذين يعتبرون أنفسَهم مميّزين، قائلين إنّ العطيّة التي تلقوها لا تسمح لهم بأن يكونوا مبشِّرين أو قساوسة أو معلّمين أو رسل أو أنبياء. نحنُ نفعل هذا دون أن نلاحظ ذلك. فمن كتّفَ ذراعيه ولا يريد سوى الاستمتاع بإجازاته أو أوقات فراغه أو مشاهدة الحفلات الموسيقية أو المناسبات الثقافية، لا شكَّ أنه لا يعرف محبّة الله وإرادته الحقيقيّة. حسنًا، النهاية تقترب.

سألني أخٌ ذات مرةٍ، وهو يُعتبر قائدًا عظيمًا- عن خططي للسَّنوات الخمس القادمة. لقد أرعبته إجابتي، لأنّني قلت إنّني لا أملك حتى مخطّطًا لليوم التالي. أخبرته أنّني لن أفعل إلّا ما يُريني الله إيّاه، أنتقلُ من مدينة إلى أخرى، كفرصةٍ لإثبات محبّتي له. يرشدني الربُّ خلال قيامي بعملهِ، حتى أتمكنَ من تحقيق دوري في مقاصده. له كلّ المجد.

يدرك الحارثُ الحاصدَ، قرارُ ربِّ الحصَاد. إنه لا يريدنا أن "نتظاهر" بأننا نقوم بعملهِ، لأنه في كلّ يوم يذهبُ إلى الأبدية الملايين من النّاس الذين لم يسمعوا قط عن محبّة المخلص إلى الأبد دون أن تُتاح لهم الفرصة لاتباعهِ. لا يهم إذا حدثَ اضطهادٌ عظيم في بعض الأمم أو إذا قامت السّلطات بسجنِ الذين تجرَّأوا على التَّحدث باسمِ يسوع. يجب أن نكرز.

يُداس العِنبُ وآخرون يبذرون البذار ويجهزون الكرمة، وبالتالي لا يوجد نقصٌ في الإنتاج. هناك دائمًا وليمة في السَّماء لخلاص ملايين الخطاة الذين استمعوا إلى الكلمة وتغيّروا. لقد أصبحتْ السَّماء مكانًا حقيقيًّا للاحتفال وتقديم الشُّكر للآب لأجلِ سكيب روحه ومحبّتهِ.

إنَّ الأشخاص المثقفين والهامّين، والذين لا يمكن الوصول إليهم يمتلئون الآن بالنّعمة الإلهيّة ويقطرون بالنَّبيذ الحلو. أما أولئك الأقل شهرة، ولكنّهم ليسوا أقلّ غروراً، فيذوبون أمام محضر الله. الأيام الحاليّة هي أجمل الأيام في تاريخ الكنيسة. هللويا

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز