-
-
اَلْمُشْتَغِلُ بِأَرْضِهِ يَشْبَعُ خُبْزًا، وَتَابعُ الْبَطَّالِينَ يَشْبَعُ فَقْرًا. (أمثال19:28)
يجب أن نفهمَ أنَّ الإنجيل هو أرضُ الموعد الحقيقيّة. وبهِ يمكننا أن نعيشَ بطريقة مختلفة عن الآخرين. نحنُ في طريقنا إلى امتلاك فدائنا، حيث سنكون قربَ يسوع إلى الأبد. لذلك يجب أن نتعلّم ما تقوله الكلمة عنّا وماذا علينا أن نفعل للتخلُّص من هجمات العدوِّ. عندها سنكون منتصرين دائمًا حسبَ مشيئة الآب.
يجبُ علينا أن نحرث أرضَنا من أجل اكتشاف ما يخصُّنا– الفهم الذي أعطاه العليُّ. ودونَ فهم دورنا أمام الله والعالم، لن نعرف كيف نتصرَّف عندما نحتاج إلى المُساعدة. فالذين لا يحرثون أرضَهم يعيشون مثلَ الضَّالّين. ولكنَّ الكتابَ المقدَّس يُظهر أنَّ هناك تمييزًا (أمثال 10: 16).
إنَّ حراثة الأرض تعني البحث في الكتاب المقدَّس عن كلِّ ما يقوله الله، خاصَّة فيما يتعلّق بوعوده لشعبهِ. لا يمكننا أن نحتقر التّوجيهات الإلهيّة ونعيش حياة كريمة. فالعليُّ لا يعِدنا بأن يحملنا في حضنهِ، بل يَعِدنا باستجابة صلواتنا. ولكن إذا كنتَ لا تعلم شيئاً عن تلك الوعود، فكيف سيكون لديك الإيمان للمطالبة بها؟ الإيمانُ يأتي من خلال سماع كلمة الله (رومية 10: 17).
عندما تحرثُ الأرض، تكتشف ما يجب عليك فعله لتحقيق الوعود في حياتك. ثمَّ بصلاة بسيطة، بإيمان باسم يسوع، ستدرك أنَّ الله أمين. وصلاة الإيمان هي تصميمٌ على نوالِ ما أعلنَ لك. إنّها موقفك ضدَّ الشَّر. إذا فعلت ذلك، سترى أنَّ هذا هو ما كان ينقصك حتى يستجيب الربُّ لك.
لا يَعِدك القديرُ أن يعطيك جزءًا صغيرًا من الطعام، بل كمية سخيّة تمدّك بالخبز السَّماوي. لا توجد أزمة أو ندرة مع الله، لأنه أعدَّ مسبقاً حياة وفيرة لجميع أبنائه ليتمتّعوا بها. إذا كنتَ تكافح كي تعيشَ، فاعلم أنَّ هذه ليست الإرادة الإلهيّة لك. على العكس من ذلك، فهو يُريدك أن تأكلَ للشَّبع.
للأسف هناك أيضًا عاطلون عن العَمل في خدمة السَّيد، أولئك الذين لا يريدون أن تكون لهم مهمّة حراثة الأرض من أجل الحصول على الطعام. وعندما تدقُّ الضَّرورة بابهم، لا يعرفون ماذا يفعلون. كثيرٌ من الناس يلومون الربَّ لأنه لم يعتنِ بهم عندما واجهوا مشاكل. لكن لو حرثوا أرضَهم، لرأوا أنَّ الآب قد اعتنى بهم وأعطاهم أكثر ممَّا يحتاجونَ إليهِ. وهذا يُحدث فرقاً بين المخلَّصين.
الخَيار متروكٌ لكلِّ واحدٍ منَّا. قد يكون لدى الإنسان خبزٌ وفيرٌ أو يكون في فقرٍ. من الأفضل أن تشبع من خلالِ الخَيار الأول. احترم ما يقوله الله في كلمته، لأنك إذا لم تتصرّف حسبَ المكتوب في الأسفار المقدَّسة، فسوف تعيش في عوَزٍ. لا تقبل البؤسَ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز