-
-
قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ (ملوك الأول30:18)
التهمتْ النارُ المحرقة. وعندما اقتربَ الجميعُ منه، عاش النبيُّ إيليا أوقاتًا مضطربة في إسرائيل. في تلك الأوقات، كانتْ مخافة الله قد وصلَت إلى أدنى مستوياتها، لأنَّ الزّوجين اللّذين يحكمان الأمة أدخلا عبادة البعل الكاذبة والنّجسة. لم يرغب الناسُ في طاعة الربّ، واتبعوا طريق الخطية أكثر فأكثر. وكان لا بدَّ أن يقيمَ الربُّ النبيَّ إيليا ليوبخ آخاب. ثمَّ حدث جفافٌ في الارض لمدّة ثلاث سنين ونصف لأنّ الملك لم يسمع لهُ.
عندما حانَ الوقتُ لكي يقدِّم إيليا نفسه لبني إسرائيل، عرضَ عليهم التحدّي. وسُرعان ما سيعرف الناس أنهم لا يستطيعون اللّهو مع العليّ، إله أسلافهم. ولم يتمكّنْ كهنة البعل وأتباعهم من أن يأتوا بنارٍ من السَّماء. في الواقع، لن يكونوا قادرين على القيام بذلك أبداً. البعلُ هو الشَّيطان نفسه، ولا يستطِع أن يتصرَّفَ حسبَ إرادته، خاصَّة إذا كان أمام خادمٍ حقيقي للربّ.
سوف تُكشف كلّ كذبة دينيّة تأتي مباشرة من الشَّيطان لخداع الذين لا يعرفون الحقّ بنفس الطريقة. سيمنع الله الأنبياء الكذبة، والذئاب اللّابسين كالخراف – أو كالرُّعاة – من خداع قليلي الفهم. ومن ناحيةٍ أخرى، يُهزم كلُّ من ينخدع بسحر الغنى وهموم الحياة، ويملأ نفسه بغرور الأمور العالمية.
وجّه إيليا رسالة إلى الشّعبِ كي يُثبِتَ أنَّ الله هو الذي أرسله. يجب على كلِّ خادم لله أن يطلب منه دائمًا كلمة ليشاركها مع شخصٍ يتألم من جرَّاء معاناةٍ ما. منهم من جرَّحه العدوَّ وأحاطه بأكاذيبٍ كثيرة، ومنهم لم يعودوا يثِقون بالله القدير. أولئك الذين يعلّمون أبناء الله عقائد خاطئة سيكونون مسؤولين عن خطاياهم، وستكون معاملته قاسية لهم.
قال إيليا للشَّعب أن يقتربوا منه. في تلك اللحظة، سيُثبت من هو الربُّ الحقيقي. كان على إسرائيل أن يقتربَ من رجل الله لكي يُثبتَ أنه ليس مخادعٌ. ثمان مئة وخمسون صرخوا أمام المذبح المقدَّس.
يجبُ ترميم مذبح الله في وسط الناس. وهذا أمرٌ سهلُ التنفيذ، طالما أنَّ الكلمة المُرسلة إلى الواعظ صادرة عن العليّ. من البداية حتى الوداع، يجب على خادم الإنجيل أن يتكلم بطريقة ترضي الله، دون الانحراف بعيداً عن الكتاب المقدَّس. كلُّ حجر وضعه إيليا في المذبح كان علامة إيمانٍ للشَّعبِ. إعلاناتُ الكلمة هي حجارة تُستخدم لإعادة بناء ما تم كسرهُ. هللويا
لمَّا اقترب الجمعُ رمّمَ إيليا المذبح وقسَّم المحرقة حسبَ أمرِ الشَّريعة وصلّى. وفي تلك اللحظة نزلت نارٌ من السَّماء وأحرقت المحرقة، وصرخ جميعُ الشَّعب بصوتٍ واحد: الربُّ هو الله! الربُّ هو الله (الآية 39). لا يمكننا تقديم الخدمات الفلسفية! دعونا نفعل ما علَّمنا إيّاه يسوع! الحقُّ فقط هو الذي يحرِّر.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز