رسالة اليوم

24/05/2025 - عاداتٌ لا قيمة لَها

-

-

فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَال، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. (ملوك الأول28:18)


يعلنُ الكتابُ المقدسُ أنَّنا لن نُسمع إذا تكلّمنا كثيراً أو صلّينا بكلماتٍ أكثر (متى 6: 7). سوف يُسمَع لنا عندما نصلِّي بالطريقة الصَّحيحة، بحسب إعلان الربّ. أنبياءُ البعل صرخوا بصوت عالٍ ولم يستجاب لهم. إنَّ خدّام الله الذين يصلون بإيمان وفهم كتابي سيتم الردُّ عليهم دائمًا. يجب على المقيّدين أن يكتشِفوا مدى فائدة الاهتمام بالكلمة، لأنَّها الطريقة الوحيدة التي يُمكن أن يتحرَّروا بها.

لا يُمكن أن يكون الوضعُ أكثر إثارة للشَّفقة: فالجموع انتظروا بفضولٍ ليروا ما إذا كان إيليا على حقٍّ أم على خطأ. لقد كان رجلُ الله على حق، وهؤلاء النّاس سيرون الحقَّ، لأنّه صلّى في اللّحظة المناسبة فنزل المطرُ، بعد أن أمرَ بعدم سقوط قطرةِ مطرٍ واحدة لمدة ثلاث سنوات ونصف، فماذا يمكن أن يفعلَ الشَّيطانُ إذا ضمِنَ النَّبي أنَّ البعلَ لن يُجيب أتباعه؟

يجب أن يعملَ إيمانُنا بالله كما نتعلّم من الكلمة، وإلّا فلن يحدثَ شيءٌ في السَّماء. لن يتجاهلَ اللهُ شعبه أبدًا إذا تصرَّفوا بالطريقة الصَّحيحة. لكنَّ عبيد البعل لم يكن لديهم أيَّ فكرة عمَّا يجب عليهم فِعله حتى يستجِب إلهُهم الكاذب لهم. لم يكن لبعلٍ رمزٌ يفكّه، ولا كلمةٌ ينفّذها. العليُّ وحده يستطيع أن يجيبَ الذين يؤمنون به ويثقون بهِ.

كان هذا المشهدُ الكئيب يصيبُ هؤلاء الأنبياء باليأس والإحباط منذ الصَّباح الباكر حتى بعد الظهر. العدوُّ قادر على الخداع حيثُ لا يوجد نورٌ. عمله محضُ جنون. ليس هناك سلام، فقط معاناة بين الذين يخدمونه. أميرُ الظّلام رئيسٌ سيّء ولا يستطيع مساعدة الذين يثقون به. والحقيقة هي أنه لا يوجد إلّا ربٌّ واحدٌ وإلهٌ خالقٌ كلّ شيء. أبونا رائعٌ!

الاختلالُ الدّينيّ يدفعُ النّاس إلى تجريح أنفسهم وتقديم الكثير من الأضاحي دون جدوى. إيماننا بالمَسيح لائقٌ وشفّافٌ وكاملٌ. كلّما شعرتَ برغبة في القيام بشيء غير مريح أو خفيٍّ أو مخالفٍ للأخلاق لتحقيق شيءٍ ما، فلا تفعله، لأنه آتٍ من الشّرير بالتأكيد. يتمُّ الردُّ دائمًا على خدام الله بطريقة شريفة وحقيقية، وفقًا للأمثلة الكتابية.

ليس في وسط شعبِ الربّ من يقبل روحًا ويفقد ضميره، مع أنَّ هذا شائعٌ في السِّحر. كيف يُمكن لمحبّة الله أن تجعل إنسانًا يسكرُ، أو يزني، أو يفعل شيئًا يفرِّق بين زوجين، أو يقتل شخصًا، أو يفلسُ أحداً آخر؟ الشَّيطانُ هو من يفعل هذا ولكن في نفس اللحظة التي يتجدّد فيها الناسُ، يتركون الخداع، يتحرَّرون ويصبحون مبشرين عظماء بالحقّ.

اهربوا من العادات الدّينية التي تدفع الكثيرين إلى تقديم الأضاحي، وتدنيس المقابر، وحتى خيانة أزواجهم. عملُ الله كاملٌ ومقدّسٌ. وسرعان ما عرفَ الناسُ الله الحي وعرفوا ماذا يعني البعلَ. لا ينجح الغشُّ في قاموسِ الربّ! هللويا


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز