رسالة اليوم

23/05/2025 - سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا

-

-

وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!(ملوك الأول27:18)


كان أنبياءُ البعل وعشيرة الـ 850 في حالة يأسٍ شديدٍ (الآية 19). لم يحسِبوا أنَّ إلههم الذي عبدوه لا يقدر أن يُعينهم. ولكن بعد ساعاتٍ طويلةٍ من الصُّراخ وتجريحِ أنفسِهم بين الناس، كان فشلُهم ملحوظًا. كم عدد الأشخاص الذين أبعدوهم عن الإيمان الحقيقي ليتبعوا إلهًا كاذبًا؟ لقد توقَّعوا أن يحدثَ شيءٌ سيّء، ولكن كان الأوان قد فاتَ مسبقاً.

لقد واجهَ رجلُ الله وحده ما يقرب من ألف من عبيدِ العدوّ، ومع ذلك سخرَ منهم. لقد استحقّوا ذلك بالتأكيد، لأنَّهم سجَدوا لعبادة البعلِ، ورغمَ أنَّهم عرفوا شهادة العليّ بأنهم كانوا في الطريق الخاطئ. لكنَّ هؤلاء الأنبياءُ فضّلوا ارتكاب الخطيئة على اتباع الحقّ الوحيد والمخلّص. سيعترفُ الكثيرون بخطئهم في اليوم العظيم.

كان هؤلاء الأنبياء دائمًا منغلقين على الله الحي، ولم يسمَعوا أيَّ جواب من البعلِ. لقد حذّرهم الربُّ من تصرّفاتهم الشِّريرة دائمًا. ولكنَّهم اتّبعوا إيمانهم بشكلٍ أعمى. بعضُ الناس يفعلون أشياء خاطئة عن وعيٍ عندما يطلبونَ آلهة أخرى. حتى أنهم يشعرون أنهم يفعلون شيئًا شريرًا، ولكن بما أنهم يرغبون في النَّجاح، فإنَّهم يستمرُّون في الغشِّ والخداع.

أصرَّ إيليا قائلاً: "اصرخوا بصوتٍ عالٍ!"، فازداد يأسُ هؤلاء الرِّجال. كان البعضُ يرون هلوساتٍ- رؤى كاذبة- على الرُّغم من أنَّ البعلَ لم يكن سوى صنمٍ مُخترَعٍ – شيءٍ شيطاني – إلّا أنهم ظلوا يتنبؤون حتى المسَاء (الآية 29). فسخِرَ منهم نبيُّ الربّ قائلاً ربما إلههم مشغولٌ، يتحدّث مع شخصٍ آخر، أو في رحلةٍ! لقد رأوا كم كانت طقوسُهم سخيفة.

لقد ساعدَ استهزاءُ إيليا في إيقاظِهم، وأثبتَ لهم أنَّ هذا الإله الكاذب لن يُعيرهم أيَّ اهتمام أبدًا. مضتْ السَّاعات، وأصبح الأنبياء أكثر يأسًا، وبكوا بصوتٍ عالٍ. لم يستطِع البعلُ أن يفعل شيئًا لهم؛ في الواقع، لأيّ شخصٍ على الإطلاق. هناك واحدٌ فقط يستطيع أن يحلَّ جميعَ المشاكل: إنّه يسوع القدير.

هل كان البعلُ في رحلةٍ؟ ألم يكن موجوداً في كلِّ مكان؟ لا! الله الحيُّ وحده كلّيّ الحضور، كلّي القدرة، وكلّي المعرفة. العليُّ لديه القدرة على تغيير حياةِ الذين يؤمنون به. فهو الوحيدُ القادرُ أن يسمعَ صلواتنا ويستجيبَ لها. الربُّ موجودٌ في كلِّ الأماكن في نفس الوقت ويعرفُ كلَّ شيء عن الناس، سواءً الذين يطلبونه أو الذين يزدرونه. إنّه صاحبُ القوّة.

الإلهُ الحقيقي لا يأخذ قيلولة، لكن من المُحتمل أنَّ البعلَ كان نائمًا، وإذا صرخ الأنبياءُ بصوتٍ عالٍ، لعلّه يستيقظ. يا لليأسِ! ليس هناك أفضل من الإيمان بخالق السّماوات والأرض! إنه ملجأنا وحصننا، وعوننا في أوقات الضِّيق.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز