رسالة اليوم

22/05/2025 - لَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ

-

-

فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ قَائِلِينَ: «يَا بَعْلُ أَجِبْنَا». فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ (ملوك الأول26:18)


لا يوجد شيءٌ يمكن لأيّ شخصٍ أن يفعله لإرضاء الشّيطان أو تهدئة غضبه؛ إنه لا يشعر بتوسّل الإنسان وصراخهِ. فالشَّيطان يحتقرُ الذين يخدمونه لأنّ طبيعته منحرفة تمامًا. عندما يكون شخصٌ ما منفتحًا على العدوّ، تأكَّد أنه سيعاني كثيرًا وسيستخدمه الشَّيطان بأقذر وأحطّ الطرق. في كثير من الأحيان، أولئك الذين يسيطر عليهم الشَّيطان لا يدركون الشَّر الذي يجلبونه على أنفسِهم وعلى الآخرين.

إنَّ تقديم عبادةٍ للشَّيطان قد يَظهر على أنه أمرٌ فخمٌ، وقد تكون طقوسه صارمة، ولكن إذا أراد الله أن يعمل على استعادة حياةِ شخصٍ ما، فسيكون العدوُّ عاجزًا أمام التماساتِ الذين يريدون سيادة الخداع. من السَّهل الخلاص من أعمال السِّحر والشَّعوذة؛ كلُّ ما على المرء أن يفعله هو أن يصرخ لاسم الربّ كي يتحرّر. وعندما يتدخلُ القدير فإنه يفعل ذلك لصالح فردٍ أو جماعةٍ أو لصالح البشريّة جمعاء.

لقد فعلَ كهنة وأنبياء البعلِ ما اعتقدوا أنه صحيحٌ، لكنّهم لم يتلقّوا أيَّ إجابة. كلُّ من يثق في قوَّات الظلمة سيُصاب بخيبةِ أملٍ شديدة في ذلك اليوم العظيم، لأنهم سيصرخون إلى تلك القوى ولن يتلقوا أيّ ردٍّ. سوف يشاهدون تلك الأرواح التي خدموها تسير نحوَ البحيرة المتقدة بالنّار والكبريت إلى الأبد، وللأسف سوف يتبعونها مباشرة إلى الهلاك الأبدي. ثابِر على ممارسة الخير وليس الشَّر.

أولئك الذين خدَموا العدوَّ فقدوا عقولَهم، لأنّهم ظنُّوا أنَّ آلهتهم الباطلة لها قدرة. ولكنَّ المنظر الذي شوهِدَ في جبل الكرمل كان عيّنة مجانية لِما سيحدث عند المجيء الثاني ليسوع. لن يعودَ إبليس وأجنادِه قادرين على الخداع، لأنّهم سيكونون مقيّدين بقوة الله وسيتم إرسالهم إلى الهاوية. احذر من الذّهاب معهم! ارجع للربّ اليوم. غدا سيكون قد فات الأوان.

هؤلاء الرّجال دعوا البعلَ من الصَّباح حتى الظهر قائلين: «يا بعل! أجِبنا! يا لها من مأساة. لقد أسلموا حياتهم لخدمته، في عباداتهم ومن كلِّ قلوبهم، لكنَّهم لم يعرفوا اللعنة الأبدية. فلو أطاعوا الإله الحقيقي الذي أخرجهم من مِصر، لكان مستقبلهم مجيدًا. لا تشترك مع الناس الذين يُخضعون أنفسَهم للخطية، لأنهم سيذهبون إلى الهلاك الأبدي مع إبليس المشتكي.

البعلُ (أو أيّ اسم آخر تطلقه على الشَّيطان)، لم يكن له صوتٌ قط. إنه كاذب. أبو الكذب، ومهما وثقتَ به فلن تنجح أبدًا. يمتلكُ الربُّ وحده صوتاً ومحبّة ورحمة ليعطيها للذين يطلبونه. الله مستعدٌّ أن يغيّر حياتك ويجعلك سعيداً وقوياً ومستعداً للقيام بالأعمال الصَّالحة في كلّ مكان. اطلبه ما دام هناك وقتٌ. سيُغلق البابُ قريباً.

كلُّ ما يفعله الإنسانُ لإرضاء الشَّيطان سيكون عديم الفائدة. قفزَ كهنة البعل فوق المذبح، وجرحوا أنفسَهم بالسَّكاكين وقدَّموا دماءهم لكي يستجيبَ لهم، ولم يحدث شيءٌ على الإطلاق. لماذا نتبع أولئك الذين لا يستطيعون حتى حماية أنفسِهم؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز