رسالة اليوم

20/05/2025 - انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّعظيم

-

-

 

إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، بَلِ انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ (صموئيل الأول24:12 )


نظرَ صموئيلُ إلى الماضي عندما كان اللهُ ملك إسرائيل، وذكّر الشَّعبَ كيف كانوا آمنين وسعداء تحتَ يده. عندما تسيطر العاطفة – السياسيّة أو الدّينية أو العاطفية – على شخصٍ ما، فمن الصَّعب جدًا ثنيهِ عن رغبتهِ. تاقَ شعبُ إسرائيل إلى أن تكون له حكومة مثل حكومات الأمم الأخرى وطلبوا من الربّ أن يكون لهم قائدٌ، ومنذ ذلك الحين حكمَهم ملوكٌ.

هذه الفكرة لم تأتِ من الله، لأنّها ليستْ جيدة. والآن لا يأتي من الله إلّا الخير. فمهما كان المصدرُ الذي يأتيك منه شيءٌ ما، يبدو أنه مفيدٌ لك، فلا تثق به، وكما يقول العالم: "ليس هناك غداءٌ مجاني!" هذا المثل لا ينطبق على أيّ شخصٍ ينتمي إلى الله، ولكنّنا نُفاجأ بالنَّوايا السَّيئة التي تأتي من أشخاص غير ناضجين في الإيمان دائمًا.

يجب على الجميع أن ينحنوا للسُّلطات بعد الاستجابة لطلبتهم، وبالتأكيد سيكون لديهم ملوكٌ ليسوا خدامًا للعليّ على الإطلاق، وسيقودون الكثيرين إلى الخطيئة. حتى أنَّ البعض نادوا باسم الربّ قائلين إنهم لن يسمحوا بأيِّ شيءٍ ضارٍّ، لكنَّهم في الحقيقة سمَحوا بذلك. يجب علينا أن نستسلم للإرادة الإلهية دائمًا؛ لذلك لا تقبل أبدًا أيّ قرارٍ يتعارض مع الكتاب المقدّس.

قراراتُ الله كلها خيرٌ. لذا سمِعَ الشَّعبُ من الربِّ وعدًا بالفرَج رغم أنّهم طلبوا شيئًا ليس حسبَ إرادته، فقط إذا خافوه. في الحقيقة الخوف– الذي يعني احترام الله دائمًا – هو الخيارُ الأفضل. ولكن للأسف، هناك إخوة لا يُصدرون حكمًا سليمًا، ويتصرَّفون كأنهم لم يسمعوا الحقّ أبدًا. لكن سيتمّ إشعارهم لأنّ الذين يخطئون سوف يفاجؤون بالأسوأ يوم الدّينونة.

يجب عليهم أن يعرفوا أنه ينبغي أن يخدموا الربّ بأمانة أيضًا ومن كلّ قلوبهم. فمن لا يوحّد قلبهُ، لا يخدمه في الحقيقة. لا يقبل القديرُ أن يكون مجرَّد شخصٍ آخر في حياة أيّ إنسانٍ. أولئك الذين يحترمون العقائد الدينيّة ويخضعون لأوامر البشر، لا يعرفون الخطأ من الصَّواب، وقد طرَدوا الله من حياتهم. سيجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم منعزلين جدًا، بغضِّ النظر عن مدى طلبهم للمغفرةِ.

عليهم أن يتذكّروا أعمالَ الآب الرَّائعة من أجلهم، خاصة عندما لم تكن هناك إمكانية للخلاص. وهذا من شأنه أن يمنحهم الإيمان بدعوتهِ والتحرُّر من الظروف الصَّعبة. فلو لم يساعد الربُّ إسرائيل عندما هاجمهم المديانيّون، لَما نجَوا أبدًا. وينطبق الشَّيء نفسه عندما احتلّهم الفلسطينيون لمدة 80 عاما. الله هو كلُّ ما نحتاجه لنعيش حياةً سعيدةً.

لو حظيَ هؤلاء النّاس بالبركة عندما صلّوا بسبب قاضٍ سيّء حكمهم وسيطرَ عليهم، فسوف يعتقدون أنهم سيُسمعون إذا ضل ملكٌ ما عن الحق. سيتعلّمون بالتأكيد مدى سوءَ التخلّي عن الربّ والثقة في الإنسان. لذا لا تستبدِل الكلمة بأيّ شيءٍ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز