رسالة اليوم

19/05/2025 - لا تخطئ إلى الربّ

-

-

وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. (صموئيل الأول23:12)

أيّ شخص كان، حتى الخادم المكرَّس، الذي يسمح للحزن بالدُّخول إلى قلبه، يمكن أن يُخطئ إلى الله القدير. وحتى لو سبب لنا المجرّب ضرراً أو أذى أو خسارة كبيرة، فلا يجب أن نأخذ أيّاً منها بعين الاعتبار، لأنّنا لله. إضافة إلى ذلك، إذا بحثَ هذا الشَّخصُ عنّا، فيجب علينا أن نفعلَ الخير له، لأنّنا بذلك نحقق النّاموس والوصايا. ليس هناك عذر لعدم ممارسة فِعل الخير (رومية 12: 21)، لأنّنا إذا فعلنا الأذى فسوف نتحمّل العواقبَ.

عِشْ مُستعدًا حسبَ الكلمة، مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ (عبرانيين 12: 15). وإذا راودتك أفكارٌ شرِّيرة أو خاطئة، أو واصلتَ السَّعي لتحقيق الثراء السَّريع، فادعُ الله، لأنك بلا شكّ قد وقعتَ في فخاخ الموت. وإذا لم تتحرَّر، فمن المؤكد أنك ستعلق في قبضةِ الشَّيطان وسيكون مصيرك مؤلمًا.

اتّخِذ قرارك من خلال الشَّركة مع الربّ، مصلّياً أنّه لن تسمحَ أبدًا بأن يتم استخدامك لإيذاء أو ضررِ أيّ شخص. قدّم المحبّة حتى للشَّخص الذي هدَّدك بالقتل أو سبَّبَ لك جروحًا دائمة أو أضرارًا لا يمكن إصلاحُها. وأيُّ شعورٍ خاطئ يستقرُّ في قلبك سيكون خطيئة. كنْ مستعدًا إذا حدث هذا، لأنَّ المواقف الضَّارة ستحدث لك. يجب أن يتحرَّرَ كيانك بأكملهِ من الأعمال الشِّريرة.

أولئك الذين يُدفعون للمشاركة في تحقيق الإرادة الإلهيّة يجب أن يعيشوا على طعام الربّ، ليغفروا لمن يسيئون إليهم، أو يشتمونهم، أو يسبِّبون لهم الأذى. لا تخطئ إلى الله، فهو قدُّوسٌ وليس مسؤولاً عمَّا فعله الآخرون بك. في الحقيقة، لو خدمته كما ينبغي، لنجوتَ من الألم والضّيق الشَّديدين. ذات يومٍ، سيُظهر لك الله القديرُ في السَّماء سبب معاناتك.

سِر مع الله، وبالتالي لن يصلَ الشَّيطانُ إليك أبدًا. لا يمكن للشَّيطان أن يلمِسَ المؤمنَ إلّا عندما يكون بعيدًا عن الربّ حتى لو كان يكرز بالكلمة. العروضُ والإغراءات التي يقدّمها العالم تبهر الكثير من الناس، ولكن يجب ألّا يقبلها أيُّ شخص قبلَ يسوعَ المَسيح ربًّا ومخلِّصًا. عندما يكذب عليك شخصٌ ما، فاعلم أنه يفعل ذلك دائمًا. وإذا لم توبِّخ هذا الشَّخص، فسوف تأتي أشياء أسوأ منه لأنه لا يخشى الربَّ.

صلِّ من أجلِ الجميع، وخاصَّة أولئك الذين لا يُبدون إعجابهم بك. فمن المُمكن أنَّ هؤلاء الأشخاص قد تعرَّضوا لك بكلام سيّء، حتى لو كان غير صحيح. فهذا يجعلهم يعتبرونك شخصًا لا يحبّ الله ويؤذي الآخرين. ليس عليك إلّا أن تربح الأشرار من خلال التشفع لهم، بل وأكثر من ذلك للّذين أرادوا إيذاءك. يجب علينا أن نحبَّ أعداءنا لكي ندخل ملكوت الله (متى 5: 44).

سِر في الطريق المُستقيم والضيِّق. يجب أن تكونَ مسيرتك قدوة للذين ينظرون إليك. ولا تتظاهر بمعرفة كلّ شيء عندما تتاح لك الفرصة، كي تُظهر كلماتك الاتجاه الصَّحيح للذين يسألونك. تصرَّف كخادمٍ لله.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز