رسالة اليوم

16/05/2025 - ادعُ باسم الربّ شاكراً

-

-

وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرْمَدِيِّ (تكوين33:21).


رأى إبراهيمُ نهاية شرٍّ عظيم قام في أرض الفلسطينيين بعد الضّيقات التي واجهها، مثل حقيقة أنّ رعاة أبيمالك أخذوا البئر التي حفرَها وأعدّها هو ورعاته. يُظهر كلّ شيءٍ أنَّ أبو الإيمان سيضطرُّ إلى استخدام القوَّة الجسدية لكي تُستردّ حقوقه، فعلى الرُّغم من أنّها أراضيهم، إلّا أنّ ملكَهم قد أذنَ لهم بالبقاء هناك. والعجيب أنَّ ذلك الملك طلب منه ميثاقاً.

رأى إبراهيمُ يدَ الله الصَّالحة على حياتهِ رغمَ كلّ ما حدث ولم يكن في صالحهِ. كان فرعون قد أخذَ سارة إلى القصر، فتدخّلَ الربُّ وضربَ بيت الملك. فأعادَ فِرعون سارة لإبراهيم وقدَّمَ له هدايا كثيرة. فخرج ووصل إلى بيت إيل بعد دمار سدوم وما حدث بين لوط وبناته، لكنّ إبراهيم ذهب إلى الجنوبِ.

كادَ إبراهيمُ أن يفقدَ سارة في أرض الفلسطينيين عن يدِ أبيمالك. لكنّ الربَّ ظهرَ لهذا الملك في حلمهِ قائلاً إنه ميتٌ إذا لم يردَّ سارة إلى زوجها. ولكنّ رئيسَ الآباء صلّى من أجل بيت أبيمالك في مواجهة الشّدائد، لأنَّ جميع النّساء أصبحنَ عاقراتٍ (تكوين 20: 17، 18) فشفاهنَّ القدير. ومع أنه رأى الربَّ يتدخل في حياته وحياة عائلته، إلّا أنَّ خليلَ الله اجتازَ في لحظاتٍ من القلق والتّجارب.

عند استقبال أبيمالك الذي طلبَ المُساعدة بكلماتٍ واضحة، أكّدَ إبراهيمُ أنه يثقُ بالذي دعاه إلى ترك أرضهِ وبيت أبيه والذهاب إلى الأرض التي ستظهر له. كان هذا الخادم يبحث عن المدينة التي أسَّسها وبناها الله نفسه، لكنه لم يجدها أبدًا. وبعد فترة وجيزة من حلِّ خلافه مع الفلسطيني، زرع بستانًا في بئر سبع – بئر الشَّهادة، ودعا هناك باسم الربّ.

استمرّ في الإيمان بالله القدير وخدمته بغضِّ النّظر عمّا حدث لك. إنَّ المواقف الجيِّدة والسَّيئة لها دروسها بالنِّسبة لنا حتى نتمكّن من التمسُّك بالبركات التي أعدَّها الآبُ لنا والمطالبة بها. بعضُها لن يحدثَ في أيامنا هذه؛ ولكن يجب ألّا نخيّب آمال خالقنا، لأنه رسمَ الأفضلَ لنا دائمًا.

يسمحُ اللهُ لنا أن نخوضَ صراعاتٍ عظيمة، وهذه بركة لا تقدّر بثمنٍ. حتى لو تعرّضتَ للخيانة من أصدقائك، وأهملك الذين توجّب عليهم أن يكونوا إلى جانبك، وسرقوا منكَ.. لا تفعل إلّا الخير لهم، ولا تتوقف عن متابعةِ مسيرتك، لأنَّ الحكمة الإلهية تختفي وراء كلّ المواقف والظروف. كم هو محزنٌ أن نرى أخًا يتصرَّف مثل يهوذا. لكنَّ يسوع يعرف كلَّ شيء جيدًا وأكثر ممَّا نعرف، لأنه جُرِّب بكلّ شيء.

ازرع بستانك وادعو باسم الربّ. بالتأكيد سيتعيَّن عليك العودة إلى هذا المكان عدّة مرَّات لتجديد قوَّتك. اعتنِ بهذا المكان، وازرع الأشجار الجيّدة لتجد فيها ملجأً عند الحاجة، لتكونَ مع الربّ. الإلهُ الأزلي هو الذي دعاك؛ لذلك لا تتخلّى عن رحلتك أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز