رسالة اليوم

26/02/2017 - دَمِ يَسُوعَ فَقَطْ يُطًهِّر

-

-

"الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ (العبرانيين 9: 9).

إن هَدفَ جَميعِ الأديانِ هو مُساعدةُ الكَائنِ البَشري للعَيشِ بِشكلٍ أفضلَ، ولكِنْ بالرُغمِ مِن ذَلك فَهي لا تُؤدي إلى أي نَتيجةٍ. وقدْ ثَبتَ أنّ الطُقوسَ التي يُقيمونَها في مَعابدهُم تُظْهرُ أنَها غَيرَ قَادرةٍ على تَطهيرِ ضَمائِرهِم وتَغْييرهُم. لكنَّ الفَهم الذي نَحصلُ عَليهِ من كَلمةِ الرَّبِّ الإله هو كُلُّ مَا نَحتاجُهُ للتخلّصِ من المَشاكلِ والخَطايا إلى الأبَدِ.

كان الكهنة في معبد موسى، يجتازون الحجاب الأول ليقدّموا دم ثيران وتيوس لتكفير عن خطايا الشّعب. مرةٌ واحدةٌ كُل سَنةٍ، وبَعد أن يَقومُ الْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بِعملِ تَكفيرٍ عَنْ نَفسهِ، يَدخلُ بِخوفٍ شَديد، إلى الدَاخلِ مَربُوطاً بِحبلٍ على حَقويهِ ومَعهُ دَمَ الذَبيحةِ، ليَتشفّعَ بهِ مِن أجَل الشَعب. ولكِنَّ خَطاياهُم كَانت تَستتِر، لكِنهَا لا تَزول.

أنتج دَمُ الحَيواناتِ إنقاذاً وقتياً، لكِنّهُ لم يَحلّ مُشكلةَ الخَطيئة إلى الأبَد. أمَّا دَمُ يَسُوع، المُقدَّم في قُدسِ الأقَداسِ من الرُّوحِ الأبدي، قد أزَال كُلَّ الذُنوبِ وإلى الأبدِ لكُل أولئِكَ الذين يَقبلونَ العَمل الذي قَام بِهِ الابْن نِيابةً عَنهُم في الجُلجثة. ومنذُ ذَلك الوَقتِ، صَار لنا الحَقَّ بأن نَتقدَّمَ بِأنفُسنَا لأبِينا ونَطلبُ مِنهُ غُفراناً وتَطهيراً لخَطايانا. ونَحنُ لسنا بِحاجةٍ لأن نَطلبَ تنفيذ عَملٍ جديدٍ، ولكِنْ فَقطْ نؤمنُ أن ذَلك العَملَ الذي نُفِذَ على الصَّليبِ كَان كَافياً لخَلاصِنَا الأبدي.

فَعدمُ جَدوى الطُقوس الدِّينية وَاضح : أي دَمَ المَاعزِ والثِيرانِ للتَكفيرِ عنْ الخَطيئةِ، لأنّهُ كان يُسَكِنْ فَقط. إنما دَمُ يَسُوع فيُعطي سَلاماً أبدياً. ولذلك، فإن دُخولنا أمَام الرَّبِّ لنْ يَكونَ مَمنوعاً بَعدَ الآن. واليَوم، يَنْبغي أن نُؤمنَ بِما تَضمنهُ لنا الكلمةُ ونُطالب بَالحقِّ في هَذا السَّلام. فَلا تَخجلّ! كُن مَسيحِياً جرَيئاً وابدأ بالتَمتُعِ بَالحياةِ الوفيرةِ التي أعطاك إياها المَسِيح - وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ (يوحنا 10: 10). عِيش حَياةً وفِيرةً بالقداسةِ والبَركاتِ.

فَليسَ هُناكَ قوةٌ تمنعُك من الدُّخولِ، كَائناً مَن كُنت، لا تَخف من الدّخولِ من البَاب الذي فُتح لكَ بِدمِ يَسُوعَ، والحُصول على عَطايا الرَّب هو في مُتناولِ يَدكَ. فَاسْتعْمِلهُ !

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز