-
-
فَقَالَ: «إِنَّكَ سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي، لِكَيْ تَكُونَ لِي شَهَادَةً بِأَنِّي حَفَرْتُ هذِهِ الْبِئْرَ» (تكوين30:21)
كلُّ ما نقوم به، سواءً كان خيرًا أو شرًا، يُحفظ في ذاكرة الله إلى الأبد. ولكن إذا اعترفنا بخطايانا له، فسوف يغفرها ولن يذكرها الربُّ أبدًا. أمّا بالنِّسبة للإنسان الطّبيعي، فمن الصَّعب أن يحدث هذا، لأنه لا يفهم الغفرانَ ولا يمارسه. وماذا عن الذين أخطأوا، قالوا ببساطة إنّهم لم يفعلوا شيئًا عندَ استجوابهم؟ مساكينٌ، لن يفلتوا من الدّينونة الأبدية. أناسٌ سُذّج.
لا يستطيع الإنسانُ أن يتعامَل مع رغبتهِ في الانتقام، وبالتّالي عليه أن يُسلِّم هذا الحقّ إلى الربّ. فعندما لا يخشى الإنسانُ من الله، في كثيرٍ من الأحيانٍ، يرغب في الحصول على متعةٍ صغيرة تتمثل في رؤية المُسيء إليه يتألم، ولا يُدرك أنَّ المغفرة هي أكثر متعة ورضىً بشكل غير محدودٍ. إنّ التَّخلي عن هذا الانتقام هو لفتة نبيلة تجلبُ فرحًا وإنجازًا عظيمين بكلّ تأكيد. ولهذا اغفر مباشرةً لأيِّ شخصٍ يعترف لك بإساءته وستنال البركة.
عرفَ إبراهيمُ أنَّ الأشرار كذبة، فقالَ لأبيمالك أن يأخذ النِّعاج السَّبع من يدهِ شهادةً على أنّه هو الذي حفرَ البئرَ وأعدّها. وفيما بعد، إذا حاول المطالبة بها، يكون رئيسُ الآباء في وضعٍ يسمح له بفعل ما هو صحيحٌ وقانوني. اليوم هذا يعني عدم استخدام القوة الجسدية، ولكن سلطان اسم يسوع لربط أو حلّ أي عملٍ على الأرض، لأنّ هذا العَمل يتمّ في السَّماء.
عند التّحاور مع سلطة مدنية أو دينيّة أو عسكرية، لا تقبل أن يفرض الطرفُ الآخر القواعد، لأنّ الميثاقَ يشبهُ أيّة صفقة تجارية، يجب أن يكون الطرفان في ظروفٍ متساوية. وبالتالي يجب عليهم وضع المبادئ التي ستحكمُ المعاهدة. وإذا تخلّى أحدُ الطرفين عمّا له، فتأكد أنّ الطرفَ المقابل يقرُّ كتابة وتسجيلاً بهذه الواقعة على أنّها حقيقة.
نحنُ ورثة البركات التي أُعطيَتْ لإبراهيم، ولهذا يُمكننا أن نطلبَها عند الحاجة. لا توجد محكمة لقضيّتك أفضل من المحكمة الإلهيّة؛ بالإضافة إلى إعطائك حكمًا منتصرًا، سيكافئك الله وفقًا للكتاب المقدَّس. ومن يترك شيئًا من أجل محبّة يسوع، أو من أجل ملكوت الله، ينال 30 أو 60 أو 100 ضعف. لا تتجاهل أبدًا ما سيفعله القديرُ للّذين يطيعونه.
لذلكَ عند التفاوض، حتى لو خلصَ الطرفُ الآخر وأصبح له شركة مع الله، تأكّد من أنَّ المُصطلحات ليست متناقضة. من الحكمة والمفيد الاستعانة بالشُّهود، أو التوقيع على وثيقة لدى كاتب العدل. يبتعدُ الكثيرون عن الحق ويبقون في الكنيسة كما لو كانوا قدّيسين أتقياء، ولكنَّ الكتاب المقدّس يدعوهم ذئابًا في ثيابِ حِملان. ابتعِدوا عن هؤلاء (متى 7: 15). احذَر دائماً!
لا تسمح أبدًا للجشع والحسَد والأنانية وقلّة المحبّة أو أيّ شعورٍ غير آتٍ من الآب، أن يتغلغل في أنشطتك. وإلّا سيتعيَّن عليك تعويض الأضرار التي لحقتْ بالآخرين. عندما يتم كلُّ شيء في الربّ، تكون فرصُ الفشل صفرٌ. لا تدع روحًا مخادعًا يدخل إلى عرش قلبك كونك ابنًا للنور. إنّه مكانٌ لمحبّة الله فقط!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز