-
-
وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ لِسَبَبِ بِئْرِ الْمَاءِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ (تكوين25:21)
كان أبيمالك، ملكُ الفلسطينيين، رجلاً قويّاً. لقد استخدمَ أساليبَ مُريبة وخفيّة ليأخذ البئرَ التي أعطاها الله لإبراهيم ليجدَ الماء الذي يحتاجه. لكنّ رئيسَ الآباء وبّخه عندما طلبَ منه ميثاقَ سلام، إذ رأى أنَّ الله يباركه في كلّ شيء. في كثير من الأحيان يجب علينا أن نكون حازمين في مواقِفنا ومواقِعنا، ولكن بحكمةٍ أيضًا، عندما يتحدانا الآخرون الذين يسعون إلى الاستفادة.
أظهرَ الملكُ أنه يخشى ممّا قد يحدث له إذا اتَّخذ إبراهيم إجراءاتٍ ضدَّه لأنَّه حاول التوصّل إلى معاهدة سلام. فمن الواضِح أنَّ رعاة الملك لم يستخدموا القوَّة للاستيلاء على البئر بناءً على قرارٍ منهم. وعند النّظر إلى سبب عدم قدرة خدّامه على بناء آبارهم الخاصّة، بينما كان رعاة إبراهيم ناجحين، شعرَ الملكُ أنه سيخسر الكثيرَ إذا قرَّر إبراهيمُ استعادة ما كان له حقًا.
إنَّ الذين يسيرون في شركةٍ مع العليّ سيكونون منتصرين دائمًا، طالما أنهم يتبعون وصاياه. لقد انتشرَ الخبرُ في أنحاء مِصر، ممّا جعل الجميعَ يخافون الرَّجل الذي كان خليلاً لله. وبعد ذلك أرسل إبراهيمُ هاجر وابنها إلى الصَّحراء ومعهما خبزٌ وماء فقط (تكوين 21: 14). وخبرُ عدم موتهما لأنَّ الربَّ سمِع تضرّع الصّبي، جعل أبيمالك يرتعدُ خوفًا أمام الرّجل المبارك.
وبذات الطريقة، سيسعى إلينا كثيرون بعروضٍ غير لائقِة، محاولين الاستفادة بكلّ الطرق. الآن إذا تمّ البحثُ عنّا، فيجب علينا أن نطلب الحكمة "لتوزيع الأوراق". في النهاية، ما دمنا مباركين وسالكين في شركة مع الله ونستمع له، فيجب أن نظهرَ من خلال كلماته وأفعاله أنَّ النِّعمة التي علينا لم تُمنح بالصُّدفة. من المؤكّد أنَّ العليمَ لديه هدفٌ كبيرٌ جداً، لذلك رَفَعنا في هذه الأوقاتِ.
كان ينبغي على أبيمالك أن يدركَ ويفهم أنه لم يكن في لقاءٍ مع شخصٍ مثله، وأنَّ إبراهيم ليس كالرّجال الكذبة، بل كان أبيمالك في الواقع أمام الله. انتبه إلى الدَّرس الذي ستعطيه للضّال فيما يتعلّق بالخلاص والموقف الذي يجب أن تتّخذه وتحافظ عليه قبل كلّ شيء. إذا قبلتَ عروضًا مشبوهة أو غير لائقة، فلن تحصلَ على المعونة السّماوية عندما تحتاج إليها.
ينبغي على كلّ خادمٍ لله أن يقاوم ويهرب من المال السَّهل الذي يقدمه الشَّيطان. يعرف الشيطان ما سيحدث لنا أثناء خدمة الربّ، فيُسرع ليقدِّم مقترحاتٍ ضارّة لنا. لقد فعل ذلك مع يسوع في البرّية، بعد أن صام 40 يومًا و40 ليلة، عندما اقترح على يسوع أن يأمر بتحويل الحجارة إلى خبزٍ، فانتهرَ يسوعُ الشَّيطانَ على الفور (متى 4: 1-4). ثمَّ قال الربُّ لاحقًا إنه يتصرَّف فقط وفقًا لإرشاد الآب.
أرادَ الملكُ الفلسطيني معاهدة له ولنسله ليس لئلّا يزعجه إبراهيم. ووافق رئيسُ الآباءِ على المعاهدة ولكن بطريق الله. جيدٌ أن تعيش بسلامٍ مع جيرانك، "أصحاب الأرض". وعندما نحتاج إلى شيءٍ ما، بالصَّلاة والإيمان، سيستجيبُ لنا القادر على فعل أكثر ممّا نطلب أو نفتكر.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز