رسالة اليوم

13/05/2025 - ميثاقٌ مطلوبٌ

-

-

فَالآنَ احْلِفْ لِي بِاللهِ ههُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، كَالْمَعْرُوفِ الَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا» (تكوين23:21)


لقد راقبَ حياة إبراهيم بعنايةٍ أولئكَ الّذين سمِعوا عنهُ، فكلُّ ما مسَّه أظهر أنه مباركٌ من الربّ. وقد لفتَ نجاحَه انتباهَ أبيمالك، الذي استخدمَ رعاتَه للاستيلاء على البئر التي حفرَها رعاةُ إبراهيم. موقفُ رئيس الآباء دفعَ ملك الفلسطينيين إلى اقتراح ميثاقٍ يذكر فيه الفوائد التي حصلَ عليها سابقًا.

انتشرتْ الأخبارُ التي تروي ما حدثَ في مِصر عندما أخذَ فِرعون امرأة إبراهيم ومن ثمّ تأديب القدير له في كلّ ناحيةٍ (تك 12: 17). لقد تأثر الناسُ بقرب إبراهيم من الله، لذلك فهِموا أنه لا جدوى من محاربتهِ. ففي النِّهاية، إذا صلّى، سيأتي القدير لمساعدتهِ. لذلك أفضل ما يُمكن فعله هو الدّخول في تحالفٍ مع الذي تحالفَ مع اللهِ.

قبل سنواتٍ من هذا المشهدِ، أغرى الشّيطانُ فِرعون الذي أخذ لنفسهِ سارة زوجة إبراهيم، لقد جعلَ الشيطانُ ملكَ الفلسطينيين يتصرَّف بنفس الطريقة (تكوين 20: 2). ولكن عندما اتَّخذ الملكُ الفلسطيني سارة زوجة له، حذّره اللهُ القدير في حُلمٍ أنه ميّتٌ بسببِ فِعله هذا. فقبلَ ​​أن يلمِسها أعادَ سارة. وبما أنّ ميثاقَ إبراهيم مع الله كان يحميه حتى هذه اللّحظة. فإنَّ العهدَ الذي بيننا وبينه يحمينا أيضًا.

ازداد إبراهيمُ غنىً جدًا، إذ نالَ بركةً إلهيّة. أزعجَه خطأه مع هاجر التي أعطته إسماعيل، الابن غير الموعود، فكان الصَّبي يضايق إسحاق. وفي قرار صعبٍ للغاية، أبعدَ إبراهيمُ هاجرَ وإسماعيلَ ابنها، وأعطاهما خبزًا وماءً، وتاها في برّية بئر سبع (تكوين 21: 14). لم يموتا لأنَّ الصَّبي الصَّغير صلّى. هذه الحقيقة جعلتْ كلَّ الناس يخافون الرَّجلَ الذي كان خليلاً لله. هللويا

من ناحيةٍ أخرى، هناك موقفٌ آخر أزعجَ رئيسَ الآباء، وقد يدفعه في أيّ وقتٍ إلى الوقوف ضد الفلسطينيين. تظاهر الملكُ بأنه لا يعرف موقفَ رعاته من رعاةِ إبراهيم عندما أخذوا بئره. لكنَّ الملكَ امتلأ بالخوف عندما لاحظ نموّه، وطلبَ مع قائد جيشه من إبراهيم أن يُبرم ميثاقًا قبل فواتِ الأوان.

لقد عرفَ إبراهيمُ كيفيّة التفاوض، وأظهر بحكمةٍ استياءه من سلوك الرُّعاة. في الواقع، شعر أبيمالك بما يمكن أن يحدثَ له إذا استخدم إبراهيمُ القوَّة ضدَّه ردًّا على الخسائر التي لحِقَتْ به. وكان لدى الملك الكثير ليخسره، لأنّه سمع عن الملوك الأربعة الذين نهبوا سدوم في السَّنوات السَّابقة.

تظاهرَ الملكُ بأنه لا يعرف شيئًا عن رعاته، واقترح اتفاقًا يُقسم فيه إبراهيم بالله أنه سيباركه، هو وابنه وحفيده كما فعل في السَّنوات السابقة. تمَّ إضفاءُ الطابع الرَّسمي على المصالحة في حفلٍ رسمي. يا له من درسٍ حكيمٍ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز