رسالة اليوم

12/05/2025 - نَموا كثيرًا

-

-

وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا (تكوين6:13).


لم يَكنْ للوطٍ أبٌ، فتبنّاه عمّه إبراهيم. وكان ابنُ الأخ هذا محظوظًا جدًا ليكونَ مع رجل الله الذي يتمتّع بدعوة الربّ وبركاته. وهكذا سيكونُ نافعاً للوط أن يكون بجوار شخصٍ يُعتبر خليلُ الله (يعقوب 2: 23). لقد نما إبراهيمُ وازدادَ في كلّ شيء، أطاعَ الله الذي أنجَحه وحفظه. فكان قدوة حسَنة للوط، الذي كان بإمكانه أيضًا أن يصبح بركة، لكنّه لم يكنْ كاملاً في خوفهِ لله.

إنَّ العلامات التي تشير إلى أنَّ شخصًا ما ينتمي إلى الربّ يمكن رؤيتها في الاختيارات التي يتمّ اتّخاذها، لأنّها تظهر احترامًا للسِّيادة الإلهيّة. لقد تبع لوطٌ إبراهيم إلى الحادث الذي وقع في مِصر، عندما كاد عمّه أن يفقد زوجتهُ، ورأى أنَّ مخافة الله هي أحدُ أهم الأشياء في الحياة (تكوين 10:12-20). لقد كان يعرف جيّدًا كيف عاش إبراهيم بين الناس وأمام الربّ.

كان لوطٌ بجانبِ عمّه أثناء رحلتهم في كنعان. وكان إبراهيم ناجحًا للغاية، كما نجح لوطٌ أيضًا، إذ سارَ على خطى عمّه. لا شكّ أنَّ النَّصائح والإرشادات التي تلقاها من شقيق والده ساعدته كثيرًا. لكن الأرض لم تكن كافية لاستيعابهما. ونتيجة لذلك، بدأ رعاة لوط يتشاجرون مع رعاة رئيس الآباء، ولم يفعل ابن الأخ شيئاً ليفهم رعاته أنَّ حقوق العم لها الأولوية (تكوين 6:13-8).

كانوا في أرضٍ يسكنها الكنعانيون وقبائل أخرى لا يخافون الربَّ. وفي ضوء ذلك، ينبغي للوط ورعاته أن يحذروا من تقليد عادات هؤلاء النّاس ومواقفهم. ولكن لم يتصرَّفوا وفقًا لذلك، ولكيلا تكون هناك مشكلة، دعا العم لوطاً واقترح عليه الانفصال. ومن ثمّ، كان ينبغي لابن الأخ أن يوبِّخ رعاته ويصلّي طالبًا توجيه العليّ.

قال إبراهيمُ بكلِّ تواضع إنه لا ينبغي أن يكونَ هناك نزاع بينهم، وسيكون للوط الخيار الأول في الجانب الذي يريده. فإذا اختار الشّمال سيختار إبراهيم اليمين، وإذا اختار لوطٌ اليمين، لاختار إبراهيمُ الشّمال. وبما أنه لم يصلِّ، رأى لوطٌ ما أظهره له الشَّيطان، وعندما رأى حقول سدوم الخضراء المرويّة، والتربة الصَّالحة للزراعة والحصاد، سيطر الجشعُ عليه، وهكذا ذهبَ في هذا الاتجاه مع رعاته وممتلكاته.

احترِسْ ممَّا يمكن أن يحدثَ معك في المستقبل، لأنَّ بركات الربّ يمكن أن تجعل الإنسان غنيًا. وبالتأكيد سوف تتحسَّن بشكل كبير. ولكن إذا لم تكن مخافة الرب في قلبك حقًا، فسوف تختار حسبَ رؤية الإنسان الطبيعي، وسيكون هذا فخًّا في حياتك بالتأكيد. سوف يختبرك الله نفسه، ودون احترام سيادة الله، يمكنك أن تصبح شخصًا آخر يفتقر إلى كلّ شيء.

ذهبَ لوطٌ إلى سدوم ثريًّا وغنيًّا وازداد ثراءً؛ لكنّه غادرَ ذلك المكان بالملابس التي على جسَدهِ مع ابنتيه، ممّا دفعهما إلى ممارسة سفاح القربى. لقد حاولَ أن يكون بارًا، لكنّه لم يتمكن من إبعاد أحدٍ عن الحياة الخاطئة. انتبه، لأنَّ الخوفَ من الله وحده هو الذي يمكن أن يمنعك من الاختيارات الخاطئة. إذا قادك قلبك فسوف تقوم بأسوأ الخيارات. احذر!

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز