رسالة اليوم

11/05/2025 - المكانُ السَّابق

-

-

إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ (تكوين4:139)

أمرٌ هامٌّ دائمًا أن تتذكّر الأعمالَ التي قمتَ بها بموجب إرشادِ الله، لأنها ليست كلّها مخصَّصة للحظةٍ واحدة فقط. فعندما نصبَ خيمته بين بيت إيل وعاي، كان أمامه رؤية لعالَمين. رأى من ناحية مدينة مملكة الكنعانيين، ومن ناحية أخرى بيت الله: وهناك بنى مذبحًا للربّ ودعا باسمِه. ولمّا رجع من مِصر كان غنيا بالماشية والفضّة والذهب، لكنّه لم ينسَ الله القدير.

ارتحلَ إبراهيمُ من الجنوب إلى بيت إيل عندما دخل الأرض التي ستكون لنسلهِ. الله وحده يعلم ما كان في قلبه، إذ يمرُّ الآن عبر الأرض التي ستكون لأبنائه، وكم كان يصلي من أجلهم كثيرًا وبشدّة ليحفظوا الإيمان، هاربين من التّجارب التي تقترب منهم – واستمرَّ مؤمناً بالله القدير ممّا يجنّبه التعرُّض لأيّ خسارة فيما يتعلّق بالخطة الإلهية. عرفَ إبراهيم أنه سيترك هو وشعبه هذا العالم في يومٍ من الأيام ولكنَّ الخطة السَّماوية ستبقى وتستمرّ.

كان مكانُ المذبح خاصًا به بسبب عهدهِ مع العليّ. ومن المؤكد أنّ إيمانه سيتجدّد بالكامل بمجرَّد وصوله إليهِ. فمن المهم ألَّا نفقد إحساسَنا بالوقت وننسى ما قاله الآبُ، وما تعلّمناه في حضوره. إنَّ التَّعاليم التي نتعلّمها منه كلّها ثمينة وقويّة للذين يثقون في وعوده. تعرَّف عليها لتتمكَّن من المُطالبة والاستمتاع بها.

احتفِظ بالمذبح الذي شيدته لله في قلبك، والوعود التي تلقيتها منه وتلك التي قطعتها له أيضًا - كلّها جزءٌ من عهدهِ معك. ذكّر الربَّ بوعده عندما تصلّي. في الواقع، سوف تُذكِّر نفسك بما قاله. هناك على المَذبح يجب أن تكون كلماتك قليلة، ويجب أن تكون أذناك منضبطتين ومنتبهتين للآبِ.

لا شكَّ أنَّ أبطالَ الكتاب المقدَّس عرَفوا كيف يطلبون وجه الله القدير بالطريقة التي تعلّموا بها. فحصَلوا على القدرة على هزيمة جيوش العدوّ وانتصروا. حتى عندما تكون في موقعٍ مادي، يجب عليك أن تسيرَ إلى المذبح – الوضع الرُّوحي – الذي وصلتَ إليه في حضرة الله. وبالعودة إلى المكان الذي وجدك فيه الله آخر مرة، سوف تستمتع بمعونتِه ومساعدته مرَّة أخرى.

فقط أولئك الذين هم في عهدٍ مع العليّ قادرون على أن يستخدمهم بأكثر الطرق تنوعًا وإثارة. فعندما يحتاجون إلى المُساعدة، يأتون أمام الآب، يطلبون ويحصلون على كلِّ احتياجاتهم ولا يغادرون بأيدٍ فارغة. اعتادَ داود أن يستشير الله في كيفية مواجهة العدوّ. ومن خلالِ إرشاد الربّ استطاع أن يدخل في المعركة ضدّ قوات العدوّ ويحقِّق النَّصر.

هل تغيَّرَ الله؟ لا البتّة. ولكن لا يمكننا خلق طرق جديدة للتعامل معه. يخبرنا يسوع أنه يجب علينا أن نفحصَ الأسفارَ المقدسة لأنها تتضمّن الحياة الأبدية وتشهد عنه وعنّا أيضًا. أولئك الذين يتبعونه ويتبعون الكلمة لن يخزوا. مثل إبراهيم، عندما تكون في المكان المقدّس، ادعو باسم الربّ وانتصِر.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز