قوة الإيمان

الربُّ ليس غائباً بل حاضراً ومُحبّاً. فهو لم يخلق العالمَ ليكون فردوساً للّذين وقعوا في الخطأ، أولئك الذين يسرقون ويكذبون ويخدعون ويعملون الشَّر ضدَّ جيرانهم ويبقون بلا عواقب. وهوَ يعلم أنَّ الهلاك الأبدي سيكون مؤلمًا، لكنّه صبورٌ ومُحِسنٌ للجميع، حتى يعودوا إلى رشدِهم ويتركوا الطريق الشِّرير. ولكن إن لم تكن هناك توبة، فسوف يلقيهم في بحيرة النّار، المُعَدّة لإبليس وملائكته (متى 25: 41).

لقد نظرَ القديرُ إلى إبراهيم، وكذلك إلى جميع الآباءِ والأحياءِ في كلِّ أنحاء العالم. وقد رآه الله متميّزًا عن الجميع، يصنعُ الخير، ولا يأبه بعبادة الأوثان أو السِّحر. رفعَ إبراهيمُ قلبه للخالقِ باستمرار. لذلك دعاه الربُّ أن يترك أرضه وشعبه وبيت أبيه ويذهب إلى المكان الذي سيُظهَر له. فأطاع وانطلق دون أن يعرفَ إلى أين يمضي.

عندما وصلَ إبراهيمُ إلى كنعان، ظهر له الله القدير ووعده بأنّه سيُعطي تلك الأرض لنسله. لو لم يستمع للربّ وبقي في أور الكلدانيين، بالتأكيد لن يقتله، ولكن بسبب هذا الفشل، لن يُكشَفَ له أيّ شيء آخر. كان من المُمكن أن يعيشَ حياة طبيعية، وعند موته سيرى أنه لم يتمتع بالأشياء الرّائعة المُعدَّة للذين يطيعون الله.

والآن، لن يُبارَك فقط، بل نسله أيضًا. وبالمثل، عندما جاء يسوع، أصبحت مواعيد الله لنا وللذين ينحدرون منّا روحياً. يجب أن يتعلّم أبناؤنا الطبيعيون أن يكونوا أبناءً وبناتاً روحيين لنا. وإذا لم يولدوا ثانية، فإنَّ كلَّ ما تعلّمناه وتلقيناه من الآب لن يكون ملكًا لهم. الربُّ رحيمٌ.

بنى إبراهيمُ مذبحًا لله بمجرَّد أن ظهرَ العليُّ له وقال إنّ الأرض ستكونٌ لنسله. في كلِّ مرَّة يمنحك الربُّ سرورًا بأن تقود ابنًا إلى الخلاص، ابنِي مذبحًا واصرخ أمام الله القدير عندما يكون هذا الابنُ في ورطةٍ. هذه هي الطريقة التي يجب أن نخدمَه بها، بالصَّلاة من أجل الذين أعطيَ لنا شرفُ قيادتهم إليهِ.

لا تبني أبدًا مذبحًا لـ "إله" الحُزن من أجل ابنٍ ضلَّ في طريق مِعوَجٍّ. حتى قبل أن يفهم العالم حوله، قُمْ بقيادته إلى المَسيح وابني مذبحًا لتسبيح وشُكر الله. وعندما تظهر عليه، في أحد الأيام، علامات الانحراف عن طريق الحياة، اذهب إلى ذلك المذبح ووجِّه قلبك إلى القدير وصلّ من أجلهِ، لا تمتنع عن أيّ شيء، وأخبره بكلِّ شيء واتبع تعليمات الكلمة.

سوف يُعطي الله الأرض التي داسَها يسوع، والقوَّة التي استخدمها والنِّعمة التي كانت عليه لك ولنسلك. نحن نسلُ السيِّد، وكذلك أحفادنا أيضًا، طالما أننا نخدم الله القدير. اسهَروا واصحوا وصلّوا حتى لا يهلك أحدٌ، لأنه إذا حدث هذا فقد تتحمّلون المسؤوليّة.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز