-
-
أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ، وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِمًا (مزمور117:119)
يتوقع كلُّ مخلوق أن يعولَه الله في الوقتِ المُناسب، لكنَّ البشرية تفضِّل أن تتجاهل أنَّ الربَّ الإله لديه التزام بمساعدتنا في كفاحنا ضدَّ قوى الشَّر التي تأتي لتسرق وتذبح وتُهلك. إذا لم تشبع فعلاً، فاصرخ إلى الله طلباً للطعام الحقيقي، كلمته. عندما يُعطي خبزَ السَّماء، علينا أن نتناوله، لأنه يُشبعُ كلَّ حيٍّ رضى عندما يفتح يدهُ. لا يحجبُ العليُّ وجهه عنك لئلا تضلَّ.
تحتاج الكنيسة إلى أن تصلي وتؤمن أنّ الربَّ يُرسل روحه كي يتجدَّد عمله، ويكونُ خلاصًا لجميع الهالكين. لا تنزع منّا نسمةُ الكنيسة لئلّا نموت ونعود إلى التراب. كلُّ ما نحتاجه للوصول إلى الضالّين قد تمَّ إنجازه مسبقاً. تمرُّ الكنيسة بصحوةٍ عظيمة عندما يرسل اللهُ مسحتَه. هللويا
إذا استهانتْ الكنيسة فسيحدث لها نفسُ ما حدث لأورشليم عاصمة مملكة يهوذا التي خربتْ، وقد حذّر إشعياء سابقاً: فَإِنَّهُ هُوَذَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ يَنْزِعُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ يَهُوذَا السَّنَدَ وَالرُّكْنَ، كُلَّ سَنَدِ خُبْزٍ، وَكُلَّ سَنَدِ مَاءٍ. (إشعياء 3: 1). وقد حدث هذا بالفعل في بعض الأماكن، فعندما يرى الناسُ العدوَّ يهاجمهم، لا ينتبهون إلى عدم مبالاتِهم.
يقعُ على عاتق الرُّعاة في الكنيسة مهمَّة أن يكونوا خدّامًا مخلصين وحكماء، يُشكّلهم الربُّ لدعم بيته خلال أيامهم. لذلك يجب عليهم أن يعيشوا عند قدمي العليّ، صارخين لأجل القطيع، مستخدمين سلطتهم لإنهاء المشاكل التي تحدث مع أعضاء الجسَد. وبهذا يكون مجدُ هذا البيت أعظم من مجدِ البيتِ الأول (حجي 2: 9). ولكن إذا لم نفعل شيئًا، فسيعاني عملُ الله بكلِّ معنى الكلمة.
ستحقّقُ الكنيسة مهمَّتها عندما تُدعم بشكل جيّد؛ وسوف تؤدي مهمَّتها، وتفعل ما أمره العليُّ. هل يُودع أحدٌ من إعوازه في بيت الله كما فعلت الأرملة الفقيرة كلَّ معيشتها (مرقس 12: 44)؟ والآن، إذا اعتمدنا على الله فقط، فسوف نرى جلاله يعمل لصالحنا. وهكذا سيتم إنقاذ الملايين من النّاس. وليس هناك فرحٌ أعظم من هذا الذي ينتظرنا. هل تؤمن؟
أهم شيء لنا هو أن نحبّ الله، لأنّه سوف يحبّنا (يوحنا 14: 21). فيجب ألّا نتحرك وفقاً لأهدافٍ تجارية، بل حسبَ إرشاد الرُّوح القدس. فيكون فرحُ الربّ هو قوَّتنا (نحميا 8: 10) يملأ قلوبنا نهارًا وليلاً. حتى القلوب الأكثر قسوة ستعترف بوجود شيءٍ مختلفٍ في وسطنا، وهذا بالتأكيد موجودٌ، فبما أنَّ الآبَ يحفظنا فلا ينقصنا شيءٌ (مزمور 23: 1). على العكس من ذلك، نحن ممتلئون بنعمتهِ.
الرّزق من عند الربّ، فأعلِنْ أنه هو الذي يمدّك بأجود القمح والثياب. وهكذا ستكون سعيدًا للغاية. فدون دعمه لن تجدَ لذّة في شريعة الله، وبالتالي تنتقل من هفوةٍ إلى أخرى، ومن مشكلة إلى أخرى. ولكن معه تفرح دائمًا. ماذا ستفعل؟
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز