رسالة اليوم

05/05/2025 - ابتعِد عنِ الأشرار

-

-

انْصَرِفُوا عَنِّي أَيُّهَا الأَشْرَارُ، فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلهِي. (مزمور115:119)


لقد اكتشفَ المرنّم مدى تأثير الشَّركة الرَّديئة على خادم الله، فقرَّر ألَّا يكون بجوار من قد يؤثر عليه ويدفعه باتجاهِ الطريق الخطأ. كلُّ شخص لديه هدف جيد في الحياة يجب أن يتَّخذ ذاتَ الموقف. ولكن من الواضح أنه لا ينبغي لخدّام الربّ أن يقطعوا صداقتهم مع فاعلي الشَّر. لأنَّهم إذا فعلوا ذلك، فكيف يمكن إقناع الأشرار بترك خطيّتهم والتغيّر؟

عندما يعيشُ الإنسانُ في الخطية، فهو يستسلم تمامًا للشَّيطان. في الواقع، يمكننا جميعًا أن نخطئ، لكنّ الذين ينتمون إلى الله يطلبون التوبة ويتوقفون عن فِعل ما تدينه الكلمة. السِّر هو أن تبتعد عن هؤلاء النّاس، وإذا كانوا يطلبونك، فاطلب الحكمة لتتكلّم حسبَ الكتاب المقدّس. إذا قبلَ بعضُ النّاس ما تتكلم به، فسوف يسعون إلى تصحيح الأمور مع الربِّ وسيغيِّرون طريقة حياتِهم.

بعضُ الناس لا يريدون تركَ الخطيئة وفعلَ الخير. في أغلب الأحيان، لا يتخيَّلون طريقة عيشهم بسبب الشَّياطين الموجود في قلوبهم. وبالتالي لا يشعرونَ أنَّ ما يفعلونه هو خطيئة. لذلك يمكن أن يستخدمنا العليُّ بحكمة لتدمير العمل الشِّرير. وبمجرَّد تحريرهم من الشَّياطين، سوف يتوب هؤلاء الناس ويتحرَّرون حقًا.

لا يُمكن لأيّ شخصٍ أن يقاوم الدَّعوة للمجيء إلى يسوع إذا كان الشَّخص الذي يدعوه ممتلئاً من الرُّوح القدس والحكمة. والأهم هو أن نطلبَ المعمودية بالرُّوح القدس ونطلب الفهم. فلمّا ذهب فيلبُّس إلى السَّامرة، حقّقَ نجاحًا عظيمًا في تلك المدينة بسبب المَسحة التي كانت عليه. لكن في الوقت نفسه، عرفَ فيلبُّس أنه من الضَّروري إعلان المَسيح فقط، وبالتالي كان يحتاج إلى الإيمان حتى تستخدمه القوَّة الإلهيَّة.

السَّبب وراء عدم قدرتنا على التّواصل مع الأشرار هو أنَّنا إذا أخذنا نصائحهم بعين الاعتبار وفعلنا ما يفعلون، فلن نتمكَّنَ من حفظ وصايا الله. وصاياه ليست مجرَّد نواهي وأوامر يجب أن نتبعها، ولكنها تعليماتٌ نافعة. وإذا حققنا هذه الأهداف، فلن نُكافأ فحَسبْ، بل سنتسلح أيضًا بالحكمة اللَّازمة لحياتنا اليوميّة.

أولئك الذين ينجحون في تنفيذ وصايا الربّ يتعلّمون ويصبحون حكماء. وبالتالي فإنهم يعرفون كيفية التّصرُّف إذا واجهوا هجومًا من العدوّ. في الواقع لن يُهزم المسيحيُّ إلّا إذا لم يعرف كيف يتصرَّف أمام تهديدات الجحيم. لكن من السَّهل أن نشهد ليسوع وللخلاص العظيم الذي حقّقه لنا بعد أن نستنير.

اختر الاستماع إلى الله وقبول الحياة. إذا فعلت ذلك، فلن تتعثّر أبدًا. لا يستطيع الشَّيطان أن يعيقَ الذين لهم الرُّوح القدس والإرشاد الإلهي في كلّ الأمور. احفظ وصايا العليّ واجتهد في معرفتها. ممّا لا شكّ فيه، سوف تكون شخصًا مميزًا عند الربّ.

محبّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز