-
-
وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ. (لوقا11:5)
الربَّ هو الله، وعلى الرُّغم من ذلك فإنّه يُعطي الإنسان مسؤولية مساعدته في عملهِ. إذا أطعتَ الربّ حتى من خلالِ طلبٍ بسيطٍ منه، سيكون لك مكافأة كبيرة. لذلك لا تتردّد عندما تشعر باللّمسة الإلهيّة لمساعدة شخصٍ محتاج، بل مدَّ يدك للمساعدة. قد تكون هذه أعظم فرصة يستغلِّها العليُّ للقيام بعملٍ صالح ويكافئك عليه. آمِنْ به واخدمهِ.
إنَّ الأشياء التي يفعلها الله تتعلق دائمًا بفوائد لا يتوقعها الإنسانُ أبدًا. فكوبٌ من الماء البارد تقدِّمه لشخص يحتاج إلى الهدوء مثلاً، سيمنحك فرصة نوال المكافأة من مالكِ كلّ القوَّة والقدرة. لذا لا تحتقر توجيهَ العليّ أبدًا، فإنّه بالتأكيد سيرفعك بين الناس. تلقى بطرسُ مهمَّة خلالَ جزءٍ من الثانية، بعد صدمته الأولية.
إنَّ أهمَّ عملٍ يمكننا القيام به هو تعليم الكلمة للذين لا يعرفون كيف يميّزون الخير من الشَّر. وهذا يمسّ قلبَ الآبِ الذي سيُكافئك على طاعتك. كُنْ حسَّاسًا لكلام الربّ وِتوجيهاتِه، وما سيعطيه بعد أن تستمِع إليه. من يدري إذا كانت هذه هي اللّحظة المناسبة لدخول ملكوت الله؟ أليس هذا ما قاله مردخاي لأستير (أستير 4: 14)؟
اِسمَح للعليّ أن يستخدم قاربك. عندما تنتهي من العَمل الذي يرغب القيام به، سوف تتفاجأ أنت ومن حولك بمكافأتك. إنَّ الربَّ صالحٌ إلى جانب كونه القدير. ولذلك فإنَّ المتوكلين على يديهِ، المواهب والقدرات المعطاة لهم، لن يخيبوا في الحياة ولا بعد الممات. بالتأكيد لا يوجد إنجازاً أعظم من الاستجابة لإعلانات الربّ. ورغم ذلك فإنّ البعضَ لا يستجيب له.
لا تتوقف أبدًا عن تنفيذ أوامر الله. وبمجرَّد أن يُرشدك، فإنه سوف يسبقك ليعمل لصالحك. لذلك كُنْ متيقظاً دائمًا لقراءة الكتاب المقدّس، أو العظة، أو الصّلاة، أو التأمّل. ممّا لا شك فيه أنه سيَمنحك الفهمَ لكي تنال البركة. قال يسوع: مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ (أعمال الرسل 20: 35). ستكون المكافأة دائمًا أكبر ممَّا تتوقع.
إنَّ العملَ بناءً على الكلمة أفضل بلا حدود من التصرُّف وفقًا لِما يبدو جيدًا ومثمرًا. انسَ خبرتك وقدرتك ونفِّذ ما يقترحه القدير، حتى لو كان شيئًا جديدًا. كما رأينا، عندما يأمرنا العليُّ أن نفعل شيئًا ما، فإنه يساعد في تحقيقه وفي الحَصاد، وذاك نتيجة طاعتنا له. إنَّ الله مع الذين استجابوا لتوجيهِه بفرح. هل سوف تطيع العليَّ؟
لا تكن أنانيًا: لجيرانك وزملائك أيضًا الحق في التمتّع بالوفرة التي منحها المسيحُ لنا. من المؤكَّد أنَّ التّخلي عن كلِّ شيء من أجل اتباعه هو الموقف الأكثر حكمة دائمًا. هناك نفوسٌ يجب أن تنال الخلاصَ أكثر من إمكانيّة الكنائس للوصول إليها. لذلك إذا كان الحصادُ في جماعتك هائلاً، فادع الكنائس الأخرى للمشاركة في مثل هذه البركة. اطلبْ الملكوت وفكِّر في الملكوت. عندئذ سوف ترى كم هو جيدٌ ومجزٍ أن تخدمَ الربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز