رسالة اليوم

02/05/2025 - أخطاءٌ مماثلة

-

-

آبَاؤُنَا فِي مِصْرَ لَمْ يَفْهَمُوا عَجَائِبَكَ. لَمْ يَذْكُرُوا كَثْرَةَ مَرَاحِمِكَ، فَتَمَرَّدُوا عِنْدَ الْبَحْرِ، عِنْدَ بَحْرِ سُوفٍ. (مزمور7:106)


كان الإسرائيليّون الذين خرجوا من مِصر هم الأكثر امتيازًا في الجنس البشري بأكمله، منذ سقوط آدم وحتى مجيء المخلِّص. لقد رأوا جميعًا الأمور الرَّائعة التي صنعَها الربُّ على يد موسى أمام فرعون، عندما أخرج شعبَه من أرض حام (مزمور 105: 23). لكنّهم لم يفهموا الأعمال الإلهيّة. واليوم يجب علينا أن نحذرَ من الوقوع في نفس الخطأ. لأنّنا إذا فعلنا ذلك فسوف نسيء للآبِ السَّماوي بنفس الطريقة.

على الرُّغم من أنَّ بني إسرائيل – عبيد إحدى أعظم الممالك على وجه الأرض – رأوا يدَ الله تعمل لصالحهم، إلّا أنّهم لم يثقوا بالله رغمَ هذه الإنجازات. وهكذا فقدوا كثيرًا ممَّا كان يمكن أن ينالوه من القدير وهم في طريقهم إلى كنعان. وكانت أسوأ نتيجة لعدم ثقتهم في العليّ هي عدم دخولهم أرضَ الموعد بعد السَّير لمدة 40 عامًا في البرّية.

إنَّ الأوقاتَ التي نعيشها اليوم لها معنىً خاص بسبب الفُرص المُتاحة لنا لمعرفة الربّ كما لم يحدث من قبل. إذا تأمّلنا في عجائب الله في الماضي وآمنّا بوعودهِ لأيامنا، فمن المؤكد أنَّ إيماننا سينمو، وبالتالي سيمنحنا المزيدَ. ولكن إذا تصرَّفنا كغرباء عن العهد الجديد، وبدلاً من أن نأخذ مكانتنا في المَسيح، نستمرّ في الصَّلاة لكي نتحرَّر من شرورنا!

إذا افتقرنا إلى القوّة لمحاربة هجمات الظلام، فإنَّ الذنب يقع علينا لأنّنا لا ننتبه إلى ما فعله القدير ولا نفهم كيف يمكنه مساعدتنا. إنَّ العجائبَ التي حدثت في مِصر تجعلنا نعتقد أنه ليس هناك ضائقة لا يمكن التغلّب عليها. الآن، كلُّ ما حدث وما كُتب في الكتاب المقدّس هو لتعليمنا اليوم؛ لذلك يجب علينا أن نتمسَّك بما هو حقٌّ لنا مُسبقاً.

عندما خرج الإسرائيليّون من مِصر، رأوا أنَّ مراحم الربّ كانت أعظم من احتياجاتهم. ورغمَ ذلك، يئِسوا عندما واجهوا نكساتٍ. ويحدث هذا بنفس الطريقة في أيامنا هذه. مع أنّنا نعلم أنَّ يسوع قد أخذ أسقامنا وأمراضَنا، إلّا أنّنا نصلي له كي يشفينا، ويمنحنا القوة لننتصرَ على التّجارب، ويمنحنا النجاحَ. وهذا الموقف يجعلنا ننسى أنَّ الخلاص قد حدث بالفعل، وأنَّ الله قد أعلنَ شفائنا.

إنَّ أكثر ما أغضبَ العليَّ هو تمرُّد شعبه، فعندما أخرجَهم من السَّبي، كان عليهم أن يصبحوا شركاءَ له. تعلَّموا من هذا الدَّرس ولا تتمرَّدوا على ما قاله الله. نحنُ شعبٌ له الحقّ في التّمتع بالصّحة الجيّدة (لأنّنا شُفينا بجراح يسوع)، وأنّنا شعبٌ مقدّس (لأنَّ دمه المسفوك على الصّليب يطهرنا من كلّ الخطايا)، ولنا الحقّ في الازدهار لأنّ المسيح يعطينا كلّ احتياجاتنا.

تذكر أنّ المعجزة التي صنعَها الله لك ليست كلّ ما يمكن أن يفعله لصالحك، ولكنّها مجرَّد بداية لدورة من البركات العديدة. لن يتخلّى عنك ولن يزدريك في اللّحظات الصَّعبة، طالما أنك تؤمن وتعيش بالإيمان بالفادي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز