-
-
وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (متى39:24)
إنَّ عودة يسوع سوف تُربك الكثيرَ من النّاس، كما حدَث في الأيام التي سبقتْ الطُّوفان. في ذلك الوقت، لم يستمع الناسُ لنوح معتقدين أنَّ الأرض ستدوم إلى الأبد. ولكن سيأتي يومٌ حيثُ تحرقُ النارُ كلَّ ما هو كائنٌ، وبعد ذلك سيصنعُ الله سماواتٍ جديدة وأرض جديدة. ويقينُنا بحدوث هذا مئة بالمائة، هو أنّ يسوع قد أعلنَ ذلك. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ (متى 24: 35). فهل تؤمن؟
بدَتْ كلماتُ نوحٍ كجنونٍ لكلِّ من استمعَ إليه في الأيام التي حذَّر فيها النَّاسَ من الهَلاك القادم. لقد ظنّوا أنَّ أقواله مستحيلة رغم أنَّ خدمته استمرَّتْ 120 عامًا، وبقدر ما يبدو الأمرُ مدهشًا، فإنّه لم يتمكّن من إنقاذ أحدٍ. ولكنّ عزيمته لم تضعفْ بسببِ عدم إيمان هؤلاء النّاس. هكذا يجب أن يتصرَّفَ المخلَّصون، لأنّنا نخدم الربّ. هللويا
إنَّ تناولَ الطّعام والشُّرب وممارسة الزَّواج (الآية 38)، هو أمرٌ طبيعي في كلّ أنحاء العالم. ولكن مخافة الله تمثِّل تحدِّيًا كبيرًا للبشرية حتى في البلدان التي يحترم فيها الناسُ الآخرين ويقدِّرونهم، ورغم ذلك تجدُ الكثيرينَ لا يهتمّون عندما يتعلقُ الأمرُ باحترام كلمة الله. أولئك الذين يسهَرون ويستعدّون لعودة يسوع يُظهرونَ أنَّهم يخافونه ولن يَخزوا عند مجيئهِ. إنَّ تعليم النّاسِ مخافة الربّ أمرٌ جوهري.
يبدو أنَّ البشريّة ثمِلة بالاكتشافاتِ العلميّة في أيامِنا هذه. ليس لديهم أيّ شيءٍ خاصٍّ، رغم أنَّ الربَّ هو صانعهم وخالقُ كلّ ما لديهم. ومع هذا يستخدم الشيطانُ نقاطَ ضعفِ الكثيرينَ للتلميح إلى أنَّ الله لا يستحقّ التقدير. وهكذا سلكَ الكثيرون الطريق الخطأ. أناسٌ سُذّجٌ! لا يعرفون مِقدار معاناتهم لأنّهم صدّقوا الكذاب وازدروا بالأمين الصّادق!
كما إنَّ الذين يُهملون عملَ الله سيكون لهم ذات المَصير. إنّها وصيّة لكلّ شخصٍ مخلّصٍ أن يتحدّثَ عن المحبَّة التي عرَفها، وعن قوّة دم يسوع المطهّرة وعن سلطانِ اسم الربّ. إذ يمكّننا ذلك من تحرير المظلومين والمتألمين. والذين لا يقومون مع يسوع سيكتشفون أنَّ خسارتهم مثل خسارة العذارى الجاهلات، اللّاتي أضعنَ فرصة الدُّخول إلى الحفلِ الأبدي (متى 25: 1-13).
إنَّ الفراق الذي سيحدث بين النّاس أعظم ممَّا نتصوّر: أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ». (لوقا 17: 34-36). ولا تنسَ أنّ النِّسبة هي 50%. أيٌّ من هؤلاء الناس أنتَ؟ اسهَر وصلّ. آمين؟
الأشخاصُ الذين لا يلاحظون عملَ الله في الكنيسة ومن خلال وعودهِ، لن يصدِّقوا أنّهم سينالون البركة عندما يصنع العجائبَ. ابقَ ثابتًا حالما تُدرك ما يريد الله أن يفعله لك، لأنك ستشارك في مجدِه. إنَّ عدم إدراك ما يفعله الله يجلبُ الكثيرَ من الخسارة. كُنْ يقظًا واحصلْ على البركة. ماذا ستفعل؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز