-
-
«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. (متى36:24)
إنَّ عودة يسوع هي أمرٌ في غاية الأهميّة. سيأتي ليأخذنا من هذا العالم الشِّرير في وقتٍ لا يتوقّعه أحدٌ. يريدنا الربُّ أن نسهرَ لئلّا يأخذنا ذلك اليومُ بغتةً. سيحدثُ اختطافُ الكنيسة في غمضةِ عينٍ، وسيأخذُ يسوعُ المستعدّين الذين هم في انتظارِ عودتِه لينتقلوا إلى ملكوته. سيقومُ الأمواتُ، أمّا الأحياءُ فسيأخذونَ الأجسادَ الممجَّدة.
جيّدٌ أن نحذرَ من الأنبياء الكذبة (متى 7: 15). لأنَّ الشَّيطان يتلاعبُ ببعضِ النّاسِ كي يطيعوه ويضلّوا عن طريق الخلاصِ. وسيكونُ من بينهِم أعضاءٌ من الكنيسةِ المسيحيّة ووعاظٌ مشهورين أيضاً. يفعل الشَّيطان هذا ليخدع جسَد المَسيح، محاولًا الاستهزاء بوعود الربّ. ولكنّها ستتحقّقُ جميعها على أكملِ وجهٍ. ستحدث عودةُ يسوع في اللّحظة التي يحدِّدها الآبُ.
لن نعرفَ اليومَ أو السَّاعة كما قالَ المَسيحُ، رغمّ ذلك يقولُ البعضُ إنَّ الله يستطيع أن يكشفَ لنا الشَّهر أو السَّنة. لكنّ هذه واحدة أخرى من أكاذيبِ الشَّيطان. هناك حقيقة واحدة فقط: يجب أن نكون مستعدِّين لحدوث ذلك كما لو أنّ هذا سيحدثُ اليومَ. أولئك الذين لا يعيشونَ بطريقة لائقة حسبَ إنجيل المَسيح سوف يؤخذون على حينِ غرّةٍ ولن يكونوا مع المَسيح.
لا أحدَ يستطيع أن يتنبّأ كيف ستكون هذه اللّحظة المرتقبة. سيلاحظُ الكثيرونَ فجأة اختفاء شخصٍ كانوا يتحدثون معه شخصيًا أو عبر الهاتف. سوف يُصدَم الأطباءُ بالمرضى الذين سيَختفون فجأة من غرفة الجراحة. وبنفس الطريقة، سوف يبحث الرُّكاب بشدّة عن شخصٍ ما ليهبط بالطائرة. سيأتي الربُّ ليأخذنا من هذا العالم المُظلم. هللويا
هذا الموضوعُ خطيرٌ للغاية لدرجة أنّ يسوع، خالقُ كلِّ الأشياء وأحدَ الأقانيم الثلاثة في الثّالوث الأقدس، لا يعرف اليوم أو السَّاعة (متى 24: 36). والملائكة الذين يخدمون في حضرة الله لن يلاحظوا ذلك أيضًا. الآبُ وحده يعرفُ اليوم الذي سنُخطفُ فيه. اسهَروا وصلوا لكي تصعَدوا مع الكنيسة.
لا تخدع نفسَك، فمن المُستحيل معرفة متى سيحدث هذا. أولئك المتهوّرون الذين يعيشون في الخطية، سوف يُتركون بلا شكٍّ في الخَلف. أسوأ ما في الأمر هو أنه لن تكون هناك فرصةٌ أخرى. ستظلُّ هناك "خدماتٌ" وكأن شيئًا لم يحدث. ومن المؤكد أنَّ البعض سوف يشكّك فيما إذا كان الأشخاص المُختفين لم يعودوا إلى ديارهم حقّاً.
اسهَروا وصلّوا بلا انقطاع. أولئك الذين لا يقومون مع السَّيد سيُعاينونَ الجحيم الأبدي. سيتمنّى البعضُ الموت، وآخرون سيصرخون للجبالِ كي تسقط عليهم، لكنّهم سيبقون على قيد الحياة حتى لو حدثَ هذا، سيطلبونَ الموتَ ولا يجدونه. يا ربُّ ارحم!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز