-
-
فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ، وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟ أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!» (لوقا28:8)
كان الرَّجل المَسكون بالشَّياطين على بعد خطوةٍ واحدة من عزلةٍ نهائية. لقد كان عنيفاً للغاية وعاريًا دائمًا دون منزلٍ. ولم تنجح كلّ محاولاتِ تقييد قدميه ويديه لإعادته إلى الواقع. كان يتحرَّر ويعود إلى القبور حيث أرادَ أن يبقى. وكان السَّببُ الذي جعلَ المَسيح يأمرُ تلاميذه بالذّهاب إلى الجانب الآخر من البَحر هو أن يطلقه حرّاً.
عرف الربُّ أنَّ حياته كانت ثمينة، مثل حياة أيِّ شخصٍ آخر. لذلك ذهبَ إلى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. وعلى خدّام الله أن يكونوا ساهرين على توجيهاته. بالتأكيد هناك العديدُ من الأشخاص الذين يستخدمهم الشَّيطان، لكنَّ المخلِّصَ يريدُ أن يحرَّرهم جميعاً. إنه لأمرٌ مُفرح للغاية أن نكون أداةً في يدِ الربِّ لفعل الخير للمحتاجين. أطِع توجيهات العليّ دائمًا.
كان عبورُ البُحيرة أمراً صَعباً. إذ نامَ المعلِّم لأنّ تلاميذه تجاهلوا حضورَه. وهكذا يُمكن للشَّيطان أن يهدِّدنا إذا لم نتعلّم منه أو نحيا حسبَ ما أُعلِنَ لنا. ثمَّ بدأتْ السَّفينة تمتلئ بالماء، فأيقظوا يسوعَ وانتهر الرِّيحَ والبحرَ، فصارَ هدوءٌ عظيمٌ. وسألهم أين إيمانكم؟ أولئك الذين يستمعون إلى الكلمة ينالون الإيمان ليستخدموه ضدَّ الشَّر.
بما أنَّ الله يريدُ أن يحرِّر المظلومين، فهو يقودنا إلى الأماكن التي يوجد فيها أناسٌ محتاجون. وهذا يعني المزيد من البركات لنا الآنَ وفي المستقبل أيضًا. حسَنٌ ألا نتذمّر أبدًا بسببِ مهمَّتنا. فبما أنّنا مخلّصون، يجب علينا أن نخدم المنفصلينَ عن الخلاص الأبدي. مشيئة الربّ هي ألّا يضلَّ أحدٌ، بل أن يأتي الجميع إلى التوبة والخلاص.
جاءَ الرجلُ المسكونُ بالشَّياطين إلى يسوع بعد أن عبروا البُحيرة. لم يخفْ السّيد ولم يطلبْ الحِماية – لقد كان هوَ الحماية لذلك الرّجل. وينبغي لنا أن نتصرَّف هكذا. لا يهمّ الطريقة التي يمكنُ لشخصٍ ما أن يأتي إلينا. لقد نالَ خدّامُ الله القدرة على تحرير المظلومين (متى 10: 8).
في النِّهاية، من يؤمن يُرسله العليُّ ويحظى بالسُّلطان على إبليس. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ، وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ :«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟ أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!». (لوقا 8: 28) تكلم العدوُّ من خلال ذلك الرَّجل، محاولًا خداعَ الربِّ بأنَّ تلك النَّفس مُلكٌ للشَّيطان، وأنّه لا يمكن أن يطلقه حرًّا. إنَّ الشَّيطان يكذب دائمًا، وكما خدعَ آدمَ في جنَّة عدنٍ فهو يسعى إلى خداعِنا.
عندما رأى ذلك الرَّجلُ المَسيحَ طلبَ منه المُساعدة، لكنَّ الشِّرير حاولَ أن يَهلكَ تلك الضَّحية المِسكينة. كلُّ من يرى الربَّ من خلال الكتاب المقدَّس يضمنُ خلاصَه. إنَّ الإعلان هو بمثابة أمرٍ من الآب لصالحك. ما عليك سوى أن تؤمنَ حتى يتحقّق العملُ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز