رسالة اليوم

27/04/2025 - نفقاتٌ لا قيمة لها

-

-

«اَلَّذِينَ يُفْرِغُونَ الذَّهَبَ مِنَ الْكِيسِ، وَالْفِضَّةَ بِالْمِيزَانِ يَزِنُونَ. يَسْتَأْجِرُونَ صَائِغًا لِيَصْنَعَهَا إِلهًا، يَخُرُّونَ وَيَسْجُدُونَ! (إشعياء6:46)

إنَّ الثَّمن المدفوع لكي ينال الإنسانُ البركة أعظم بكثير، لأنه لم يكن ذهباً أو فضة: لقد ذهبَ ابنُ الله إلى الصَّليب ليبذل حياته فداءً لأجل الضَّالين والمتألمين. وقد دعا بولس الرَّسول هذِا بجهالة الله (1كورنثوس 1: 25). الربُّ وحده يستطيع أن يحلَّ مكاننا، حاملاً خطايانا ولومَنا وأمراضنا وشرورنا. ستكون "حقيبتك" مع يسوع ممتلئة ولن تفرغ أبدًا.

إنَّ الجَلدات التي تلقاها السَّيد في البَلاط الرُّوماني شكّلَتْ جراحَ جسِده التي شفَتْ آلامنا. وبحسبِ المؤرخين، كانَ عددُ الجَلدات أربعين ناقص واحد. كان السُّوط الذي يستخدمه الجنديُّ الرُّوماني مكوَّنًا من تسعة أشرطة، وفي نهاية كلٍّ منها قطعة من العظم أو المعدن، التي يمكنها تمزق الجسدَ، محدثة جروحًا مفتوحة. لقد كانت هذه هي طريقة الله لإظهار محبَّته لنا.

عندما يشعرُ الإنسانُ بالحاجة الماسَّة للوصول إلى الخالق ولا يعرف كيف يفعل ذلك، يدفع لصائغ، في حالة من اليأسِ مثلاً، لإنتاج صورةٍ يمكن أن يعلِّقَ عليها أمله. ولكن لن يكون لهذا العمل أيّة فائدة. أولئك الذين يعرفون الحقَّ عليهم التزامٌ بدفع الثَّمن اللّازم لتوصيل رسالة الفداء إلى الجميع. والذين يُنصتون ويستمِعون، ويؤمنون بالكلمة، سينالون الإيمان الذي سيخلِّصهم إلى الأبد.

الإله الحقيقيُّ أبديٌ – ليس له بداية أو نهاية. وهو يأسفُ لأعمالِ من ينبغي أن يكون صادقًا محاولاً صنعَ صورةٍ ويقول له إنَّ هذا محضُ خداعٍ. هذه الأعمالُ تعيق ولا تُبارك. فقط من خلال فهم الكتاب المقدَّس، يمكن تحرير شخصٍ ما ليكون حرّاً. هناك روحٌ شرّير يُرسل من الجحيم وراء كلّ جهدٍ وثني، لكي يضطهد الذين يثقون في الصُّور.

لماذا السُّجود للعدم إن كان من الممكن الحصول على الإيمان الحقيقي والتحرُّر به من الشُّرور؟ الإيمانُ لا يكلّف شيئا، على الرُّغم من أنه أثمن ما يمكن أن يمتلكه الإنسان. من خلال الإيمان، في الماضي، أنجزَ خدّام الربِّ أعمالًا عظيمة، وكذلك الذين يخدمون القدير اليوم أيضاً - كما يؤمنون ويتقبّلون قوله - سيجعلون المستحيل ممكنًا أيضًا. القدير يريد أن يستخدمك. هل أنت على استعدادٍ؟

قد تكون نيّة بعضِ الذين يسعونَ للحصول على وثنٍ أو صورة جيّدة، ولكن كلَّ عملٍ غير مبنيّ على الكتاب المقدّس هو هباء. إن السُّجود أمام صنمٍ سيجعل الإنسان أسوأ منه. للأسف، له فم ولا يتكلم؛ له عيون ولا يرى؛ يبدو تقيًّا ولكنه عاجزٌ عن انتشالِ أيّ شخص من الخداع أو المعاناة. الحلولُ للجميع لا يمكن أن تأتي إلّا من ابن الله، وهو لا يمنح استثناءات لأيّ إنسانٍ، ولا امتيازات لأيِّ شخص، باستثناء الذين يؤمنون بهِ.

كُنْ حسَّاسًا لِما يقوله الله لقلبِك عند قراءة الكتاب المقدَّس أو الاستماع إلى الوعظ بالكلمة. وما يجعلك الربُّ تفهمه، هو صوته، الذي فيه تكمنُ كلّ القوَّة التي تحتاجها لتكون مباركًا في الواقع. والآن انظر إلى مشاكلك التي ينبغي أن تتغّلب عليها بإيمانك بما يقوله الله لك. الإيمان بالمَسيح هو النّصرةٌ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز