-
-
وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي. (إشعياء4:46)
إنَّ ثباتَ الربّ أمرٌ لا شكَّ فيه. فبينما تتغيَّر السّياسة والمناخ والموسم ومؤسسات العالم أيضًا وكلُّ شيء، يظلُّ العليُّ هو نفسه، وسيظلُّ كذلك دائمًا. وهذا يعطينا الثّبات واليقين، فلن تكون هناك تقاريرٌ صحفية تقول أنه قد تغيَّر، وأنَّ مراحمَه لم تعُد كما كانت، وعلينا الآن أن ندفع ثمنَها جميعًا. هناك أمانٌ كاملٌ في يسوع.
يقول الربُّ في الآية 3 أنه حملَنا على ذراعيه وأتى بنا إلى هنا. ولهذا يمكننا أن نعلنَ مثل صموئيل ونقول: "إلى هنا أعاننا الربّ" (1 صم 7: 12). وسيظلُّ الآبُ يعتني بنا ويعيننا ويقودنا إلى المكان المُعَدّ لنا منذ إنشاء العالم. لقد خسِر المتمرِّدون الآن وسيخسرون المزيد، لأنّهم لم يخضَعوا للقدير بمحبّة، فسوف يكابدون الدينونة الأبدية.
سيكون الربُّ هو نفسه في محبَّته ورعايته حتى في شيخوختك. في ضوء هذه الحقيقة، فإنَّ الاستمرار في مسيرة الحياة يجب أن يكون شيئًا ممتعًا بالنّسبة للمسيحي، لأنه يعلم أنَّ الخالق هو محبَّة، وبالتالي لن يرفض أبدًا ويقدّم الأفضل لأبنائهِ دائماً. لا يوجد سببٌ للخوف من التقدم في السِّن، والذي له أيضًا مزاياه. إضافة إلى ذلك، يعلمنا الكتاب المقدَّس كيف نتصرَّف بحكمة في الأيام الأخيرة (أمثال 19: 20).
يا لها من كلمة طيِّبة أن تحصل على هذا التأكيد من العليّ! عندما يتحوَّل شعرُك إلى اللّون الأبيض وتفقد قوَّتك، ستستمرُّ في الثّبات والسُّلطة لتنفيذ الأوامر السَّماوية التي هي الأفضل بلا شكّ. سوف يقودك القديرُ إلى تحقيق أفضل ما في الإيمان بالمسيح. استرِح بين ذراعيه الأبدية والقويّة.
ولكيلا نترك أيّ شكٍّ، يؤكد القديرُ أنه هو الذي خلقك وسيأخذك. بهذه الطريقة لن يضلّك العدوُّ، الذي يغريك بكلّ الطرق، لكنّه لن ينجح في إبعادك عن يدي القدير. يُختَم المسيحيُّ ليوم الفداء، حيث يأخذ جسداً مثلَ جسَدِ ربّنا يسوع الممجّد. ومن المؤكد أنَّ مستقبلك سيكون أفضل بكثير من الحاضر. هل تؤمن بهذا؟
إنَّ تكرار الوعود الإلهيَّة لحياتك هو بمثابة عزاءٍ لك لتجد ذاتك فيها. وعلى الرُّغم من أنَّ الشَّيطان يحاول جاهداً، بكلِّ قوَّته في الخداع الماكر، لكنّه لن يتمكّن من تشتيتِ انتباهك أو إبعادك عن هدفك الرَّئيسي أبدًا- الذي هو الوصول إلى السَّماء، موطنك الأبدي. لن يجد أحدٌ أعذارًا لعدم ثقته الكاملة بمن لم يكذب أو يندم على أنه أحبَّك حتى المنتهى. افهم أنَّ إيمانك سيأخذك إلى النَّصر.
ماذا تحتاج أيضًا ما دامَ الله سيحفظك إلى الأبد؟ وقد وعدك بأن يكون معك دائمًا، فلماذا تريد اختصار هذه الحياة؟ حذَّرَ يسوع: اسهروا وصلّوا لئلَّا تدخلوا في تجربة (متى 26: 41). وسيأتي اليوم الذي ستشكر فيه أبيك السماويّ لأنه لم يتخلَّ عنك أبدًا، على الرُّغم من أنك تستحقّ ذلك.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز