قوة الإيمان

كلُّ ما يعدك بهِ روحُ سيتحقق حتماً، لذا آمِنْ إذا وعدك بشيءٍ ما، لأنَّ معرفة القدير كاملة تمامًا، لذلك يجب أن يُستقبل إعلانه على أنه الحقُّ المُطلق. حتى يومنا هذا، لم يكن ولن يكون هناك أيّ خطأ في نبوءات الربّ القدير بشأن أيَّ أمرٍ.

يجب ألّا تهدر أو تضيّع أيَّ وعدٍ كتابي يخصّ حياتك. عليك أن تطالب بالوعود، وتحيا بالإيمان، وتشكر الربَّ فورًا كما لو كنت قد تلقيتَ الوعدَ بالفعل. كما هو مكتوبٌ، حتى وإن زالت السَّماوات والأرض، فإنَّ وعود الربّ من خلال كلمته ستتحقّق تمامًا (متى 35:24). كلُّ شيء مكشوفٌ وعريانٌ قدامه، الذي بيدهِ أمرنا.

أسلوبُ حياة الشَّخص المخلَّص يُظهر ما يؤمن به. إذا لم يسلك بشكلٍ جيد، فهذا يعني أنه لا يؤمن بما يعلِّمه الكتاب المقدس. لا يوجد أيَّ احتمال ألّا يحقق الربُّ القدير وعده، لأنه جزء لا يتجزأ من كيانه. الربُّ ساهرٌ على كلمته ليجريها. (إرميا 12:1) لذلك حتى لو لم يصبح الوعدُ حقيقة كاملة بعد، فإنه سيُرافق كلمته حتى تحقيقها للنهاية. هلّلويا!

إخراج بني إسرائيل من مِصر يُثبت أنَّ المستحيل يمكن أن يصبح ممكناً. كانوا في وضعٍ صعبٍ للغاية. محاصرين بالجبال من كلّ الجهات، ممَّا يعرقل هروبهم من فرعون وجيشه.. فتقدم ملكُ مصر لتدمير أحفاد يعقوب. وكان البحر الأحمر، الذي يصل عمقه إلى ميلٍ واحد، أمامهم كحاجزٍ آخر. ومع ذلك، لمجد الربّ، حدث ما لم يكن متوقعًا: هلكَ فرعون وجنوده.

كيف استطاع شدرخ وميشخ وعبد نغو النّجاةَ من الموت عندما ألقوا في أتون النّار، الذي حمّيَ سبع مرّاتٍ أكثر أقوى من المعتاد؟ لم يسمح الربُّ بأن تُحرق شعرة واحدة من عبيده الأبرار. التمِسوا الربَّ ولا تتركوه، لأنه قادرٌ على تحقيق وعدهِ. إيمانُ الشُّبان الثلاثة دفعَ الله كي يحرسهم وينقذهم.

لم ييأس دانيال عندما علم أنه سيُلقى في جبِّ الأسود. بالرغم من وعيه الكامل بالمخاطر، شعر في قلبه أهميّة الالتزام بخدمة الله وعدم الخضوع للخوف. كان يرى غير المرئي، ويسمع غير المَسموع، ويؤمن بالله كالحقّ الواحد. هذا النبيُّ الأمين قضى ساعات بين الأسود الجائعة، ولم يصَب بأيّ أذى.

"تمسَّك بكلِّ ما يكشَفه لك روحُ الله في الكتاب المقدَّس، لأنَّ اللهَ سيحققه بالكامل. كلُّ ما يعلنه الربُّ لك هو جزء من ميراثك في المَسيح؛ لذا، لا تتجاهل أيًّا من وصاياه. اسمك مكتوبٌ في السَّماوات كوارثٍ في المَسيح؛ فتمسَّك بميراثك."

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر.سوارز