وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،

لوقا 2:8

لو أنَّ أحدَ هؤلاء الرُّعاة الذين شهدوا أعظم حدثٍ في العالم بقيَ في المنزل أو ذهبَ إلى مكانٍ آخر، لكان قد فاته هذا الحدث الرّائع الذي صنعته قوَّة الله. وهو ميلادُ المَسيح، الذي كان مصحوبًا باحتفالٍ عظيم. لأنَّ رأس الشَّيطان سيُسحق قريبًا، وسيتحرَّر الإنسانُ من الظلام الذي نتج عن الخطيئة في عدنٍ.

يشعر أتباعُ الديانات بالإحباط لعدم فهمهم الأسباب التي جعلتهم يفقدون عملَ الله في حياتهم. من ناحيةٍ أخرى، يعلم القادةُ المتديّنين أنَّ ممارساتهم غير قادرة على تحرير النّاس. ولعدم معرفتهم بالكتاب المقدّس أو قوَّة الله، يقومون بإخفاء الحق، أو الكذب، أو التوقف عن أداء الطقوس التي لا تفيد شيئاً.

الرُّعاة الحقيقيّون تلقوا أكبر وأهم مهمَّة على الإطلاق يمكن لأي شخص متديِّن أن يمارسها: العناية بفرح النّاس الأبدي. يجب عليهم السَّعي لتكريس أنفسهم للكلمة من خلال الصَّلاة، وإلّا فلن ينجحوا في ما كُلِّفوا به، وسيأتي يومٌ، عاجلاً أم آجلاً، يُطلب منهم تقديم الحساب أمام الله.

الازدراء بخراف الرَّاعي الصَّالح هو أحد أخطر الأخطاء التي يرتكبها مختارو الربّ. فلا يمكنهم معاقبة هذه النفوس الثمينة التي تنتمي إلى يسوع، بل يجب عليهم العناية بها كما علَّمَ بطرس (يوحنا 17:21). مسؤولية خادم الكلمة وراعي القطيع المقدَّس عظيمة. لا يمكن أن ينجح في هذه المكانة المقدَّسة الذين يفتقرون إلى المحبّة اللَّازمة للقيام بمسؤولياتها.

يتجوّلُ العديد من المفترسين حول حظيرة الربّ. لأنَّ مشيئة الله هي أن يقود الناس إلى ابنه حتى يفهموا خطة الخلاص. وهو يثق بهؤلاء الرُّعاة ليعتنوا بنمو القطيع الرُّوحي ونضجهم. لذلك يجب ألّا يبتعدوا عن قدمي المسيح في الأوقات الهامّة، حتى لا يكونوا مهملين لخدمتهم.

يجب أن يحرسَ الرَّاعي قطيعه ويحافظ على حمايتهم، لأنه عندما قبل دعوة الربّ، تلقى مسحةً خاصّة. لذلك يجب أن يمارس هذه المهمّة بالسُّلطان الذي أعطي له. فقد مُنح الرّاعي قوة الربّ ليتبع نموذج يسوع، الذي لم يفقد أيًّا من الذين أعُطوا له.

الليلُ الرُّوحي يخبئ العديد من المخاطر والتحدّيات للخراف. لذلك، في هذه الأوقات، يجب على الذين أُعطيت لهم مسؤولية رعاية هذه الخراف أن يكونوا يقظين ومستعدِّين، حتى عندما يعود يسوع، يفرحون بشكلٍ هائل. هللويا!

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر.سوارز