رسالة اليوم

13/04/2025 - ضيقات خادم الله

-

-

وَصَايَاكَ أَحْفَظُ. لاَ تَتْرُكْنِي إِلَى الْغَايَةِ.

مزمور 119:8

لا تيأس ولا تسمح للشّك أن يدخل إلى قلبك. لقد حذّرنا الربُّ يسوع أنه حتى عندما نطيع الوصايا الإلهية، قد نواجه الضّيقات. وحينئذٍ نظنُّ أنّ الله قد تركنا. وهذا الأمر لن يحدث أبدًا لأنَّ التَّجاربَ التي نواجهُ ليست أكبر من قدرتنا على تحمّلها. يجب أن نعلنَ في قلوبنا ما نؤمن بهِ، متأملين في الكلمة.

بعمدما حلَّ الرّوح القدس على يسوع عندما تعمَّد في نهر الأردنّ، قاده الرُّوح إلى البرية كي يُجرَّبَ من الشّيطان. يجب أن يحدث ذات الشّيء لنا. تمامًا كما في المدارس، يتم تدريس المواد ثم نُختبر لتأكيد ما تعلمناه ومقدار الاستفادة التي حصلنا عليها من جرّاء الدّروس التي تلقيناها. يجب أن نتذكر أنه عندما نخلص، نسلك حسبَ برّ الله، وبالتالي لن نخزى.

حذَّرنا الربُّ أننا سنواجه ضيقاتٍ في العالمِ، لكن لا داعي للخوف، يجب أن نفرح لأنّ الربَّ قد غلب العالم (يوحنا 33:16). هذا يُظهر أننا قد نواجهُ القلق معتقدين أننا تُركنا من قبل الربّ. ولكن لأننا تلقينا القوّة السّماوية، لدينا السُّلطان لننتهر كلّ شرٍّ ونعلن تحريرنا، يعاني المسيحيُّ فقط إذا كان متورطاً في الخطيئة أو عندما لا يدرك ما فعله المخلِّص من أجله.

ينصحنا يعقوب بأن نفرح في تجاربنا لأنّ هذه التجارب تنتج الصَّبر وعندما يُكمَّل عمل الصّبر نصبح كاملين (يعقوب 1:1-4) أطِع وصايا الله، وتأمل في كلّ واحدةٍ منها. وبهذه الطريقة سينير الربُّ روحك وسينمو الإيمان في كيانك الدّاخلي. وهكذا ستغلب الشّيطان.

الكثيرُ من المسيحيين يشبهون الأطفال المدلّلين والخائفين. فعندما تواجههم التّجارب، تهتزّ قناعاتهم، حتى وإن كانت التجربة سهلة، فإنّهم ييأسون سريعًا. البعض يتخلون عن الربّ كليّ القدرة ويفضِّلون الرّغبات الجسدية. إن كان خوف الربّ يسكن قلوبهم لن يضلّوا بأكاذيب وخداع الشّيطان، وبثبات في الإيمان لن يتراجعوا عن مكانتهم في يسوع المَسيح.

بعدما أن نجحَ يسوعُ في التجربة وانتصر على الشّيطان، أتت الملائكة وخدمته (متى 11:4) يا له من مشهدٍ جميل! تخيّل لو حدث هذا لنا. وبالضَّبط هذه هي الطريقة التي يعاملنا الله بها. كلُّ الذين يواجهون التّجارب وينتصرون فيها، تتقدّمهم القوَّة الإلهية. عندما نقول إنه يجب علينا أن نحارب الرُّؤَسَاءِ، والسَّلاَطِينِ، وُلاَةِ الْعَالَمِ وأجناد الشّر الروحية في السَّماويات، فإن كليَّ القدرة يؤكد لنا أننا في حالةِ حربٍ.

فهم كاتبُ المزامير أنه كانت هناك لحظاتٌ سيشعر فيها بأنه متروكٌ. لكنَّ الذين يطيعون وصايا الربّ يفعلون الصَّواب، قد يواجهون مواقف ويعانون معتقدين بأنَّ الذي قال إنه لن يتركهم أبدًا قد تخلّى عنهم. لكنَّ الله وعد بألّا يسمح للتّجربة بأن تكون أكبر من قدرتنا على تحمّلها. فهو يُعدّ لنا المخرج دائمًا. (1 كورنثوس 13:10) آمين!

محبتي في المسيح
د.ر.ر.سوارز