-
-
أَحْمَدُكَ بِاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ (مزمور7:119)
لقد تعلّم الذين استخدمَهم العليُّ في الماضي أن يسلِّموا أنفسهم للربّ، تاركين العالم وغروره. أولئك الذين دعاهم لمواصلة الرِّسالة التي بدأها يسوع يجب أن يفهموا المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويعطوا أنفسَهم لله. ولكنّهم سيفشلون إذا سمَحوا لغرور الغنى وهموم هذا العالم وأطماع سائر الأشياء أن تمتلك قلوبهم.
فقط أولئك الذين يُنكرون أنفسَهم، والذين يحملون صليبهم ويتبعون يسوع، هم الذين يخدمون الربّ كتلاميذ له. لا يُمكن أن تتغيَّر القواعد، لأنّ الربّ لا يتغيّر. كُنْ حذراً تجاه أكاذيب العدوّ! لأنك إذا تمكنت من النّجاح بنسبة 10% دونَ مساعدة إلهية، فسوف تحصل على ثلاثة أو ستة أو عشرة آلاف مرّة أكثر عندما تكون في شركة مع الربّ. يتم عمل الله بتوجيهٍ من الرُّوح القدس. قل "نعم" لله و "لا" للجسَد. وكلُّ ما خلاف ذلك هو من العدوّ.
يُمكن للنّاس أن يجرّبوا أيَّ شيء في الحياة، ولكن إلى أن يبدأوا في محبّة الربّ، فلن يتلقّوا المعاملة التي يمنحها الله لخرافِه. يجب أن نتعلّم أحكام الله ونمارسها حتى نتمكَّن من تمجيده بالبرّ. لذلك يجب على الجميع أن يبدأوا في طلبِ وجه الربّ، وإلّا فإنَّ كلَّ ما يفعلونه من أجله سيكون هباءً. والله لا يقبل شيئاً من الإنسان إلّا إذا كان في قلبِ هذا الشَّخص استقامة.
إنَّ التلفّظ بكلماتٍ عشوائية عند عبادة الله أمرٌ سهلٌ، خاصّة أولئك الذين لديهم القدرة على كتابة القصائد والغناء دون الخروج عن اللّحن. ولكن ما يريده حقًا هو قول الحق من خلال أفواه الّذين يحبّونه. قولُ الكلمات عبثاً لا ينفع البتة! لكنّك سوف تنقل الجبال وتقوم بأعمال تبدو مستحيلة للناس عندما تكون مسحة الله فوق رأسك، من خلالِ الإيمان وسلطان اسمهِ.
ضَع حياتك أمام عرش الله. لا تتمثل بالضُّعفاء والخطاة الحمقى الذين يعيشون حسبَ غرور مشاعرهم. ركِّز على يسوع، رئيسُ إيمانك ومتمّمه، الذي نزل إلى الجحيم وهزم الشيطان وأعوانه. وسترى كيف يستخدمك القدير. ولكن إذا كان هناك خطيئة في داخلك، ولا تزال تتوقّع الاستمتاع بملذّات هذه الرّغبات القذرة في يومٍ من الأيام، فإنَّ قلبك بعيد عن الله كبُعد المشرق عن المغرب.
سجِّل اسمَك في مدرسة الرُّوح القدس لأنه المُبدِئ والمعلّم. انتبه إلى الدّروس التي يعلِّمها. لأنّ جميع فصوله مليئة بالدروس والأمثلة ولديها القدرة على تغييرك. استردّ ذاتك اليوم إذا لزم الأمر، من خلال اليقظة والصّلاة حتى لا تقع في التّجربة. وعند أقلّ توقع، سوف تعبد الربّ حقًا، وسيكون تسبيحك هو شهادة لك.
مسيرتك مع المَسيح تبدأ الآن، لكن هذا لا يعني أنّها قد تنتهي غدًا. هذه المسيرة أبدية، وإذا كنتَ أميناً ومهتمًا بمعرفة الحقيقة، فسوف تحصل على ذلك. يريدك مخلّصنا أن تكون عاملاً بالكلمة وليس مجرّد مستمع. لا تنخدع بالرَّسائل الكاذبة. القرار لكَ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز