-
-
أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَامًا. (مزمور4:119)
لقد أعطى الربُّ وصاياه لأسبابٍ عديدة. يبدو أن حفظ بعضها سهلٌ، وبعضها الآخر أصعب قليلًا، وهناك بعضها مستحيل، خاصّة إذا نظرنا من خلال الجسَد، بفهم طبيعي. في الواقع، لقد وضعَها الله بنفسه بحكمة وترتيب يجب أن نلاحظه، فنحن المسيحيّون، دون حكمته، لن نتمكّن من تحقيقها.
عندما نفهم وصيّة، علينا في تلك اللّحظة أن نصلّي إلى الربّ من كلِّ قلوبنا، بهدوءٍ، ووداعةٍ، دون تقديم أيّ وعود عشوائية. في كثير من الأحيان، عندما نعلنُ له من خلال بدافعٍ عاطفي، ندرك لاحقًا أنّنا كنّا مخطئين. علينا أن نصرخ بوعي ومسؤولية، ونزن كلماتنا ونسعى إلى تحقيقها بالكامل، لأنّ الله لا يُمكن الاستهزاء به (غلاطية7:6)
علينا أن نحفظ وصايا العليّ باجتهاد بحسب كاتب المزمور، الذي يقوده الرُّوح القدس. وعلينا أن نفحص تلك الوصايا بدقّة ونطيعها. ليس من الحكمة أن نسمح للعواطف أن تقود قلوبنا، لأنّنا لا نخدم الله بها، بل بالإيمان. بحسب كلمة الربّ يسوع، قبل أن نبدأ مشروعًا، نحتاج إلى التّحقق ممّا إذا كانت لدينا الوسائل اللّازمة لذلك – الإيمان والمثابرة والقرارات الثابتة – حتى نتمكّن من الذّهاب إلى حيث قال لنا الآبُ.
أولئك الذين لا يلتزمون بالمبادئ الإلهيّة بشكل يومي سوف يقعون في الخطية. ويجب أن نعلم أنَّ الشَّياطين تقوى قوَّة على المهملين (2 مل 17: 37)، الذين يخافون آلهة باطلة، وينخرطون في تعاليم دينيّة لا فضيلة لها. أولئك الذين لا يحفظون شريعة الله سيُدانون وفقًا لذلك - بالموت أو النّفي أو مصادرة الأموال أو السِّجن (عزرا 7: 26). افحص مواقفك تجاه وصايا الربّ.
إذا كنت تعيش في عجلة من أمرك وتدّعي أنه ليس لديك الوقت الكافي لمراقبة توجيهات الله، فاستعدَّ لأنَّ الشَّياطين ستهاجمك، حتى لو لم تنس الوعود الإلهيّة (مزمور 119: 61). وهكذا، سترى نفسك في ورطة دائمًا ولن تسير الأمور معك كما ينبغي، وستظهر الأمراض ومن ثمَّ لن تحقق إرادة الربّ كما ينبغي، وسيُحرم الكثير من الناس من الخلاص بسبب الافتقار إلى شهادة الخلاص التي لم تعطيها أبداً.
. وصايا الربّ هي إعلانات أعطاها لنا في كلمته. إذا وضعت قدميك على الطريق الخطأ، فلن تتمكَّن من ملاحظة كلمة الله وجمالها، ولن تفهم قدرتك على المشاركة في العمل الرّائع الذي أعدَّه الآبُ السَّماوي لك للقيام به. ستكون هناك فائدة عظيمة للذين يبتعدون عن طريق الشَّر (مزمور 119: 101). لذلك افعل هذا.
لا قيمة للشَّعائر الدّينية أو تقاليد البشر. كان الفريسيون سادة في الدّين، لدرجة أنهم لا يأكلون شيئًا حتى يطهّروا أنفسهم؛ ولكنَّ السَّيد أعلن أنَّ عبادتهم باطلة (متى 15: 8، 9). من الممكن أن يصلي الكثيرون عبثًا، لأنهم ينتبهون لِما يقوله الدين أو القس أو أيَّ شخصٍ آخر. الربُّ وحده يستحقّ الإكرام.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز