قوة الإيمان

ما كان صحيحًا بالنِّسبة لأيوب، ينطبق على الذين يخافون الربَّ ويثقون في كلمته أيضًا، لا يهم ما يمتلكه الشَّخص لبدء العمل الذي وضعَه الربُّ بين يديه، ما يهم هو ما يرغب الشَّخص في القيام به من أجل عمله، عندما يدعونا الربُّ، لدينا ضمانٌ أنه سيستخدمنا كما وعدَ، في الواقع، سوف يقوم بالعمل لصالحنا؛ وكلُّ ما علينا فعله هو أن نؤمن.

لا يهمّ كم هي المسافة أو مدى صعوبة الرِّحلة، أولئك الذين يسيرون في الاتجاه الإلهي سوف يرون أنَّ أبانا كاملٌ من خلال دعوتك لتكون مساعدَه، كلُّ ما يحتاجه هو شخصٌ يرغب في أن يستخدمه، لذلك لا يهم حجمُ العمل في البداية، لأنّه سيعطيك مهمَّات جديدة بعد أن تتعلم كيف تكون أداةً لله، وسيرشدك في جميعها.

فما يبدو صغيرًا في أعين النَّاس قد يكون كبيرًا عند الذين يعدّهم، سوف تفعل أشياء تفاجئ الجميع في العالم بعد اجتياز "مدرسة الرُّوح القدس"، يجب أن نتذكر دائمًا أنه هو الربّ، ولذلك فلن يفشلَ أبدًا، كلُّ ما تحتاجه هو الإيمان الذي يجب أن تستخدمه في العَمل الإلهي.

لم يكن لدى داود أيَّ فكرة أنه كان يستعدّ ليكون راعي إسرائيل من خلال الاعتناء بقطيع أبيه، فمن خلال مواجهته للأسد والدّب الذين قتلهما، عندما أرادا التهام إحدى الخراف التي يرعاها، أثبت أنه يستطيع قيادة شعبه، ولذلك لم يخسر مرَّة واحدة خلال فترة حكمه، الله يعلم كيف يعدّ محاربيه!

لم توجد أمة ما تمكّنت من الاستيلاء على قطعة أرض من بني إسرائيل في أيام ابن يسى، لأنهم قاتلوا وانتصروا في كلِّ معركة مع الرَّاعي الذي رعى أرضهم، لا ترفض أبدًا المهمَّة التي أعطاها الربُّ لك، لأنها ستكون درسًا ثمينًا حيث ستتعلم استخدام الموارد القادمة من السَّماء، وهكذا في وقتٍ لا تتوقعه ستنال المكافأة.

اسمح للرُّوح القدس أن يعدَّك للمعارك، عندما تكون مستعدًّا، ستشعر أنَّ وقتك قد حان، لا تخفْ أبدًا من هجوم العدوّ؛ ولكن قاومه بإيمان باسم يسوع، الشَّيطان مملوء بالخداع، لكنه لن يقاوم القوَّة التي أعطاك إيّاها الله لهزيمة قوى الظلمة، كُنْ ثابتاً وتذكر: حتى لو بدا العدوُّ ينتصر، فإنَّ ذلك لن يحدثَ أبداً.

استمرَّ في النظر إلى الأمام، وانظر إلى ما قاله الربُّ لك في الكلمة، ولكن على الرُّغم من أنَّ كلَّ شيء يشير إلى أنك ستُهزم، فلا تشكّ أبدًا للحظة ولا تسمح للشّك أن يدخل قلبك. المسيحيُّ الذي يرسله القدير يدخل المعركة منتصرًا، لأنَّ النَّصرَ يتقدّم أمامه، إنه رجلُ الحَربِ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر سوارز