قوة الإيمان

يُمكننا أن نشيرَ إلى فضلِ ورعايةِ إلهنا لآخرين من خلال العديد من الأعمال التي قام بها، سواء أكانوا مخلّصين أو ضالّين، إنه يفكر فينا طوال الوقت، ليُعطي كلّ واحدٍ منّا ما ينبغي حسبَ اختياره لنا، والذي هو في الحق، حيث نسير بشكل صحيح، لأنه دائمًا يحمينا من الشّرير ويقودنا في حياة ناجحة.

هذا البحثُ الذي يتمّ في قلوبنا يُظهر يقظة الله الكاملة لكلّ شيء، حتى في كياننا الداخلي، فاحصًا الرُّوح، إنه يفعل هذا لكيلا نقع في فخّ الشّيطان الذي يحاول أن يبقينا تحت سيطرته، الآن مادام الربّ يهتم بكلِّ التفاصيل الصّغيرة التي تحدث لنا، فما لذي لن يفعله لنا إذا كنّا نعيش وفقًا لإرادته؟

هل يُمكن معرفة عدد الأفكار التي لدينا كلّ ساعة؟ بالنِّسبة لنا، هذا مستحيل بالتأكيد، ولكن يمكنك التأكد من أنّ الله يعرف العدد بدقة، ليس الأمرُ أن يكون قليلاً أو كثيراً، وتُمتحن فكرة تلوَ الأخرى، من قِبل خالقنا الذي يُريد خيرنا، لذلك يجب أن نشكر أبانا على عظمته وصلاحِه، فهو يعيننا ويرفعنا من ضعفِنا، إنّ القدير هو أعظم ممّا يمكننا أن نفكر أو نتخيّل.

ليس هناك كلمة أو فكرة واحدة لا يعلمها الله العليمُ، (مزمور 139). يريدُ الله أن ندرك ضرورة رفض كلّ الأفكار السّيئة، لا نحتاج أن نكون في السّماء لكي نميّز الخير من الشّر، فعندما تدرك شيئاً ما أنه خطية، ارفضه على الفور بالصّلاة والتوبيخ، وتجاهله وامره بالرّحيل على الفور، أولئك الذين يعترفون بخطاياهم ويتركونها ينالون الرَّحمة ويخلصون من العدوّ.

الربُّ يعمل لصالِحنا في كلّ لحظة وكلّ ثانية، عندما نسير في الطريق الذي يرينا إيّاه، نكون مباركين، ولكن إذا أخطأنا، علينا أن نعترف بذلك حتى نستمرّ في الانتصار، عندما نفعل الخير، فإننا نتلقى مكافأتنا على الفور داخل قلوبنا، بعد صلاتنا، فنشعر بثقة تملأ قلوبنا، وهذه علامة أكيدة على أنّ الله استمع إلينا واستجاب أيضاً، وهكذا يصبح تصحيح مساراتنا من السيئ إلى الجيّد أمرًا سهلاً: علينا أن نفعلَ ما هو صوابٌ وصالحٌ فقط، أولئك الذين يؤمنون بالربّ يُباركهم بلطفهِ.

المكافأة تأتي كثمرة جهودك ونتائجها، عندما تفهم ما أعلِنَ لك، فإنك تبتعد وتنفصل عن الخطأ والأنشطة والأعمال الشِّريرة وتنفذ الخطة والهدف السّماوي، عندما تطيع وتتبع تعليمات الله والرُّوح القدس في قلبك، ستقودك إلى الانتصارات في جميع مجالات حياتك، لا تسمح للشّيطان أن يشغل أيّ غرفة أو مساحة في يومك، كي تكون منتصرًا في كلّ شيء.

كُنْ متيقظًا لفهم ما يظهره الله ويقوله ويفعله من الآن فصاعدًا، فعندما تؤمن تنتصِر، إذا احتقرتَ كلامه فإنك تؤذي نفسك، ولكن إذا أطعتَ إعلانات الربّ وتعليماته فسوف تنتصر ولن تتعثّر أو تسقط، احرص على استخدام الخيرات التي جعلها الله بين يديك، بفعلك هذا ستستمتع بالحياة الأفضل والحياة الوفيرة (يوحنا 10:10).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر سوارز