-
-
إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فِي الْوَقْتِ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ مَا فَعَلَ اللهُ. (العدد23:23)
بدأتْ معركة يعقوب في بطنِ أمّه، وكذلك معركتنا أيضاً. ولكن من ناحيةٍ أخرى، يؤكد لنا الكتابُ المقدّس أنَّ الله عرفنا مسبقاً في تلك الأيام وأنه نسجنا وأعدَّنا لهذه الأوقات. لذلك لا تدع الشَّيطان يخدعك بالقول إنك لن تصلَ إلى أي شيءٍ أبداً. ويقولُ لك إنه لم يكن ينبغي حتى أن تولد، وسط حماقات وأفكار العدوّ. إنه مخادعٌ وكذابٌ وقاتلٌ يحاول أن يخرجكَ من يدي الربّ دائمًا.
لقد أحدث العهد الذي أقسَمه في بيت إيل فرقًا كبيرًا بالنسبة لابن إسحاق. ومن أجل تأكيد وعدِه، تصرّف بطريقة غريبة وخطيرة عندما كان في حاجة إلى بركة والدِه. ثمَّ بأمرٍ من والديه، ذهب إلى منزل أقارب والدته ليهرب من أخيه ويبحث عن زوجة. لقد شعر بالإرشاد الإلهي وآمنَ أنَّ الله معه. ثمَّ صلى حين آمنَ بالوعد.
سوف يكرمُ الربُّ دائمًا ما تفهمه من كلمته، طالما أنك تؤمن حقًا وتطالب بالوعد بإيمان. الإيمان هو الضَّمان واليقين الذي يأتي إلى قلبك بعد أن تستمِع وتُنصِت وتقبل الكلمة. ولكن لا يكفي مجرد الموافقة عليه؛ بل يجب عليك أن تكون شجاعًا في المطالبة بوعود الله والتمسُّك بها. إنّ الذين لا يخوضون المعارك للحصول على المواعيد لن يتمتّعوا بحقوقهم أبدًا.
وبما أنك جزء من العَهد الذي أقامه الله القدير بدم المَسيح، فإنَّك تمتلك مناعة ضدّ أيِّ شكلٍ من أشكال السِّحر التي قد تؤذيك، أكثر من يعقوب ونسله في العهد القديم. فالله يكرم ميراثه. وفي العهد الجديد، حتى عندما نكون غير أمناء، سيظلُّ الآب أميناً لأنه لا يقدر أن ينكر ذاته (تيموثاوس الثانية 2: 13)
لن تنجح أيّ عرافة على إسرائيل وفقًا لبلعام، وهذا الإشعار حدث قبل أن يثبت الربُّ شريعة موسى. وبما أنّ العهد الجديد قد خُتم على وعود أسمى بكثير، فإنه يؤكد لنا أكثر ممَّا وعدَ به عائلة يعقوب. ولذلك لا يستطيع الشَّيطان أن يكتشف ما سنفعله لخدمة إلهنا أو حتى من أجل أنفسنا في حياتنا اليومية. القدير لا يسمح للعدوِّ بالتدخل في أمرِ محبّتنا للربّ.
لقد قيلتْ أشياء كثيرة عن شعبِ الله، ولكن للأسفِ اليوم لا يُقال عنّا إلا القليل، لأننا لا نأخذ مكانتنا الرُّوحية باستثناء الأخبار السَّيئة فقط عندما يُقاد بعض الضُّعفاء في الإيمان إلى الخطيئة. علينا أن ننهضَ لنفعل ما يعلنه الكتابُ المقدَّس عنّا؛ ففي النِّهاية، يريد ملك الملوك أن يصرخ محارباً في كلِّ الأوقات. علينا أن نعيد التفكير في تصرّفاتنا.
أمرٌ محزنٌ أن نرى في وسط شعب الله أناساً تائهين في أشياء لا ينبغي أن يسعوا إليها أو يفعلونها. ولأنهم لا يطلبون الربَّ، يؤكد الكثيرون كذبًا أنَّ عمليات الشِّفاء والخلاص والمعجزات حدثت في الماضي فقط وأنَّ الله القدير لا يفعل هذه الأشياء اليوم. ولا شيء أبعد عن الحقيقة من مثل هذه الأكاذيب وهذا الخداع.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز