رسالة اليوم

17/02/2025 - خافَ المِصريُّون الله

-

-

وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ» (خروج33:12)

إذا كنّا مدعوّين للقيام بعمل الله ويبدو أن تنفيذَه صعبٌ أو مستحيلٌ، فيجب علينا أن نصلي طالبين الإرشاد كي نتبعه. وحينها ستكون النتيجة عظيمة. وهذا بالضَّبط ما حدث لموسى عندما دُعي لإخراج بني إسرائيل من مِصر. خادمُ الله هذا لم يعلّم الله ماذا يفعل، لكنه تعلَّمَ منه، وكانت النتيجة أفضل ممَّا يمكن أن يحصل عليه الإنسانُ بمساعدة أيّ شخصٍ أو جيشٍ.

لقد استغرقَ الأمرُ أكثرَ من عامٍ من المحادثات مع فِرعون وإرسال الأوبئة، حتى توصَّل الملك إلى أنه يجب عليه إطلاق سراح العبرانيين. لم يفعل أبناءُ يعقوب شيئًا ليستحقّوا أن يصبحوا عبيدًا في الأرض التي ساعدها يوسُف، أحد إخوتهم، للحفاظ عليها خلال سنوات المجاعة السَّبع. ولولا مخافته لاسم الربّ، لَما كان المِصريون، وكذلك عائلته، في أمانٍ خلال فترة المجاعة.

عندما رأوا أنَّ جميع العائلات، بلا استثناء، قد فقدت ابنها البكر، سارع رؤساءُ فرعون إلى طرد العبرانيين من الأرض. ولم يَعُد بإمكانهم تحمُّل سلبيّة فرعون؛ لذلك، كما لو كان عصيانًا مدنيًا، بدأوا بمساعدة شعب الله على مغادرة أراضيهم. وإذا استمرَّ فرعون في عناده، خافوا من أن يقتلهم القديرُ جميعاً.

اكتشفَ العبرانيون بينما كانوا يسيرون نحو الحرّية، أنّه ليس بينهم عاثرٌ أو مريضٌ لأنهم أكلوا لحمَ الخروف – الذي يرمز إلى حمل الله. يا له من اكتشافٍ! يجب أن يتعلّم الذين يخلصون أنَّ هذه الحقيقة ترمز إلى ما فعله يسوعُ لنا بموته، ثم بدأوا صراعًا شرسًا لا هوادة فيه ضدَّ القوى الجهنّمية التي سبّبت لهم المرضَ. وفي نهاية المطاف، لقد شُفوا بجراحات المَسيح. آمين؟

لم تأتِ المعركة النِّهائية بعد، ولم يسمعوا عنها إلّا في وقتٍ لاحقٍ. سيتم ذلك شخصيًا بواسطة رجل الحرب، عندما يموتُ فرعونُ وجيشه كلّه في البحر الأحمر. إنَّ كبرياء الملك وجيشه سيتضاءل في العمل الذي يقوم به الإله الحقيقي. فالذي ادّعى أنه ابنُ رَع، الإله الأعلى في البانثيون المِصري، هُزمَ تماماً مثلَ إلههِ.

لا ينبغي لأيّ خادمٍ للعليّ أن يخافَ من الذهاب إلى أقصى الحدود، لأنه لن يخجلَ أبدًا من خلالِ إرشاد الله له ولن يصيبهُ شرٌّ، ولن تقترب ضربة من مسكنهِ. يعرفُ العليُّ كيف يقوم بعمله بطريقة لا يستطيع أيُّ شخص آخر الاقتراب منه أو الاقتراب من كماله. لقد تمَّتْ دعوتك للمشاركة في عملٍ فريدٍ خطَّط له الخالقُ. لقد أعدَّك كي يستخدمك.

في النِّهاية، على الجانب الآخر من البحر الأحمر، بعد أن أصبح خاليًا من الأعداء، أخذت مريم، أخت موسى التي اعتنتْ به عندما وُضِعَ في السّلة على نهر النيل، الدُّفَّ وخرجت جميع النّساء بآلاتهم ورقصوا وغنوا للربّ. لا بدَّ أنّ المشهدَ كان جميلًا وهم يمجِّدون الله. هللويا


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز