رسالة اليوم

17/02/2017 - لا تغيّر القوانين

-

-

فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟

(متى 4:19).

هناك خالقٌ واحدٌ لكلِّ الأشياء الموجودة، الرّوحية والماديّة. لقد خلق كلَّ شيء بمشيئته. فمقدرته لا تُقاس وليس لها حدود، وكلّ القوانين التي أسّسها منطقية. فمن الحكمة ألا تعتبر نفسك حكيم وتحاول أن تغيّر القوانين التي وضَعها الخالق.

فلا شيء في هذا العالم قد صُنِع بمحض الصُّدفة، إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ. (إشعياء 28:40) فهو خالق كلَّ الأشياء، والإنسان.

أتى داروين بنظريّة التّطور، فكيف يمكن لشخصٍ ما أن يؤمن أنّ كلَّ هذا الكمال أتى بمحضِ الصّدفة؟ فيستحِقُّ أن نعرفَ من هو هذا الحكيمُ والمحبُّ الذي خلقنا، وأيضاً إرشادته في كلِّ شيء.

ودون شك، هو لن يكون غير مسؤول ليخلقنا دون أن يعطينا المعلومات الضّرورية. فكلّما عمّقت فهمك، سترغب بمعرفة العليّ القدير أكثر.

كان لدى الله خطة وخلق كلَّ شيء حسب مشيئته. فبعد كلّ عمل من أعمال يديه، كان يختبره ويرى أنّه عملٌ حسنٌ. فلا شيء قد صُمِّم بطريقةٍ غير منتظمة أو مشوَّهة، لكن تاج أعماله "الإنسان" عصى الرّبَ وجلب النّقص للعالم. فالمعصية التي ارتكبها آدم كانت سبباً في وجود الشِّرير.

وبجانب الخطيئة، أتى الموت الرُّوحي الذي هو طبيعة الشيطان، ودخل العالم، لكنّه لم يقدر أن يتلاعب أو يلمس أو يقلِّل من مقدرة الله. بعد ذلك وضع الآب ونفَّذ خطّةً لتحرير الإنسان. تمَّ الجزء الأول من خطته من خلالِ إرسال ابنه الوحيد ليموتَ على صليب الجلجثة، فالرَّب كان يريد أن يساعد الإنسان ليتصالح معه. وما تبقّى من عمل خلاص الرّب سيحدث عندما يعود يسوع، وعندها سنتمجّد هناك ولن يوجد مكان للفوضى.

أحد القوانين التي أٌسَّست من قبل العليّ في مرحلةِ الخلق، عندما خلقَ الرَّجل والمرأة (تكوين 1: 2-5). لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. (تكوين 24:4)

فهو لم يخلق رجلاً ليكون مع رجل آخر أو إمرأة مع امرأةٍ أخرى. فالقوانين التي وضعها لها أسبابٌ، وكلُّ من يحاول أن يغيِّر هذا النظام أو يعصاه سيُحاسَب أمام الآب في السَّماوات. ولا تنسوا.. مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ! (عبرانين 31:10)

فالرّب إلهنا يَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْه أَمْرٌ. (أيوب 2:42) فالإنسانُ الحكيمُ لن يتجرَّأ ابداً على تغيير مبادئ الخالق.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر سوارز