رسالة اليوم

16/02/2017 - اطلبوا الفرح

-

-

 

4فَرِّحْ نَفْسَ عَبْدِكَ، لأَنَّنِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي (اَلْمَزْمُورُ 86: 4)

- هَذهِ الآيةُ لا تَتحدّثُ عن الفرحِ التّقليدي، بلْ عنِ الفرَحِ الحقيقيّ الذي يأتي كدليلٍ أنَّ يسوع قد زارنا .. وهو عُنصرٌ لا نستغِني عنهُ لنَخدِمَ الرَّب و واحدٌ من ثِمارِ عَملِ الرُّوحِ القُدس .. لذلكَ أَرْفَعَ نَفْسَك لتمتلِىء بهِ!

- إنّهُ أمرٌ جيدٌ للقلبِ والجسد أنْ نعيشَ بسعادةٍ، ولكن ما تقصُدهُ هَذهِ الآيةُ والكتابُ المقدّس هو الفرَحُ الذي يغمرنا عندما نكونُ في اتصالٍ مع كلِمَةِ الله .. علينا أنْ نَبذُلَ كلَّ جُهدٍ لِنعيشَ حياةً سعيدةً .. و يجب أنْ نسعى بجُهدٍ أكبر ليكونَ الارتياحُ الرّوحي يفيضُ بداخِلنا .. عندما يغمِرُ الفَرَحُ قلوبنا يصبِحُ الوقتُ مناسباً لنأخُذَ مكانتنا من النِّعمة.

- قال يسوع : وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ (يُوحَنَّا 16 : 22) .. لذلك عندما نَشعرُ بارتياحٍ غير عاديٍ في روحِنا، فكونوا متأكدين أنَّ مخّلِصنا قد زارنا .. وعندما يحدثُ ذلك لا بُدَّ لنا من مواجهَةِ الشَّر الذي يُهاجِمُنا ونَطالبَهُ بالرَّحيل، أو أن نتلو صلاةً ونأخُذَ مكانَتنا في النِّعمَة التي وعدَنا الله بها من خلالِ كلمَتِهِ .. مِنَ الحِكمَة أن ننتَظِرَ حتى يفرحَ قلبُنا في الرَّب، لِنتَمكّن من اتخاذِ القراراتِ الأكثرَ أهميةً في حياتنا.

(اَلْمَزْمُورُ 100: 2 ) يقول اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ.. هذا لا يعني أننا بحاجةٍ للتفّكيرِ في نكتةٍ مضحكة ثمَّ الإنفجارُ منَ الضَّحك ..بل علينا إنتظارُ الرّب حتى تَفيضَ نِعَمهُ المقدسة في قلوبنا .. ثم بِقلبٍ مُبتهج سَيُسمحُ لنا أنْ نُمارِسَ حقوقنا.

- وجودُ الرّوحِ القدس فينا يُنتِجُ ثِماراً مختلفة (غلاطية 5 :22).. الفرحُ أحَدُها ، بارك يا رب أولئِكَ الذين هم في تواصلٍ معكَ دائماً لينالوا هذه الفاكهة .. ولكنَّ الإنسانَ المسيحي الذي في الخطيئة أو الذي نامَ إيمانهُ هو دائماً مُضّطرِبٌ ومستاءٌ من كلِّ شيء وكلَّ شخصٍ .. غيابُ السَّعادة في حياة ابن الله هو علامةٌ على أنَّ الآب بعيدٌ .. انتبه لأنّهُ لا يتغاضى عن الخطيئة!

- إذا لم تبذُل أيَّ جُهد لطلبِ الرَّب، فبالتأكيدِ ستكونُ حياتكَ حزينةً ومليئةً بالمخاوف .. الرّبُ يعطينا الإلهام، لكنَّ الأمرَ متروكٌ لكلِّ واحدٍ منا كي يرفع روحهُ بإتجاهه .. السَّعيُ نحوَ الرّب أمرٌ لا بُدَّ منهُ لكُلَّ من يريدُ أن يعيشَ منتَصِراً وسطَ ظروفٍ غير مُلائِمة .

- بعد أنْ رفعَ المُرنّم صوتَهُ إلى الله، طلبَ منهُ أن يفرح .. زيارةَ الرّب، وهذا يُغيّرُ مزاجنا الرّوحي، ليس صُدفَةً .. لأنّهُ ثمرَةُ الحياة التي تُقرّبُنا من الرَّب .. عند قيامِكَ بذلك، الرّبُ أيضاً يتقرّبُ منك (زكريا 1: 3؛ ملاخي 3: 7) .. إبدأ الآن واِفتح قلبك، وسترى بِنفسِكَ ماذا سَيجلِبُ لكَ هذا العملُ البسيطُ!

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز