-
-
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا وَلاَ تَزْرَعُوا فِي الأَشْوَاكِ. (إرميا 3:4)
هناك أسرارٌ للحصادِ الوفير: نوعيّة البذور يجب أن تكون جيدة، والأرض جاهزة، ووقت الزّرع يجب أن يراقب، وأكثر من ذلك أنّه من المهم دراسة نوعية التربة لنعرف ما يمكن أن يزرع.
فالزراعة لها تقنيّاتها الخاصّة ومن لا يسلك بحسبها لن يحصلَ على حصادٍ جيد، ومن يريد أن يعمل للرَّب من دون حفظ القوانين الإلهيّة، ربما لن ينجح. ففي عمل الرّب قوانين يجب أن تراقب أيضاً. مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، لأنهُ لن ينجحَ (إرميا 10:48)
فالبذرة ذو النّوعية عالية الجودة هي كلمة الرّب (لوقا 11:8) والتي لا يوجد فيها أيّ فساد، ولا تعود فارغة وتفعل ما أعدّه الرَّب لها، فإنه من المهم أن نختار البذرة المناسبة للنتيجة التي تريد الحصول عليها.
في مثل المزارع (متى 13: 1-23) تكلّم المعلم عن ثلاثة أنواع من الأرض: بين الصّخور، والممتلئة بالأشواك، والجيّدة للزراعة، فمنَ المُمكن أن يكون القلب الذي زُرع فيه ممتلئاً بالأشواك والحجارة، متّسِماً بالمعاناة والصّدمات وخيبة الأمل بسبب خدام الرّب المزيّفين. ولهذا يجب علينا أن نقوم بعملٍ جيد مع هؤلاء الأشخاص، كما يقول الكتاب المقدّس -اَلأَخُ أَمْنَعُ مِنْ مَدِينَةٍ حَصِينَةٍ (أمثال 19:18).
المزارعُ الجيّدُ يراقب الوقتَ المناسب للزراعة، لأنه في كل ثقافة هناك وقتٌ جيد للإثمار.
على سبيل المثال، الفاصولياء والطماطم لا تحتاج لوفرة من الماءِ، لكنَّ زراعة الأرز تزدهرُ عندما نزرعها في أرض رطبة جداً. وبعض المحاصيل تنمو في الصّيف، وبعضها في الشتاء. وخبراء الزراعة درسوا تكوين التربة ليعرفوا أيّ بذرة تصلح أكثر. حتى اليوم، مع وجود مصادر التخصيب، مازال المزارعون يعرفون أنّه من المربح أكثر زراعة البذرة في الأرض المناسبة.
والحصاد له عِلمه الخاص. فهناك الوقت المناسب لحصاد المحاصيل: إن حصدت قبل الوقت المحدّد لن تكون ناضجة، أما إن تأخرت سيكون هناك خسارة أيضاً.
تماماً مثل هؤلاء الذين يزرعون الكلمة، عليهم أن يعرفوا الوقت المناسب ليقودوا الغير مؤمن لقرارِ قبوله الرّب كمخلّص ونوال بركاته. فلا أحد يزرع بعشوائية.
فمن يزرع يتوقّع الجيد بالمقابل. وكما تقول الآية يجب أن نحرث الأرض حرثاً ونأخذ هذا على محمل الجدّ، خاصّة الذين يرغبون بطاعة الرّب.
محبتي لكم في المسيح.