رسالة اليوم

04/02/2017 - اقتربوا من العدو

-

-

14وَتَقَدَّمَ يُوآبُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ نَحْوَ أَرَامَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ. (أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ 19: 14)

- شُكِلتْ واحدةٌ من أكبرِ اتحاداتِ الدّولِ لتدميرِ شعبِ الرّب .. ومع ذلكَ فإنَّ قراراً بسيطاً قادهُم نحو الهزيمةِ .. بهذا أدركَ خدامُ الرّب أنَّ أولئكَ السائِرينَ مع العدوِّ ملوّثينَ بهِ .. الإيمانُ يخبِرُنا أنْ نُؤمِنَ بالرّبِ فوقَ كلِّ اعتبارٍ .. لذلِكَ من لديهم الإيمان لا يخافون أبداً .. كلُّ ما كانَ على يُوآبُ القيامُ بهِ - قائدُ جيشُ إسرائيل - فضلاً عن النّاسِ الذين كانوا معهُ، كان دفعُ الآراميين للفرارِ (الآية 14) .. آمِن وستحققُ النتيجةَ نفسَها!

- في عيونِ النّاسِ كانتْ أيامُ إسرائيلَ معدودةً .. لأنَّ الدّولَ التي اجتمعتْ معاً ضدَّ حكمِ داودَ كانوا مسلّحينَ بشكلٍ جيدٍ جداً .. لإعطائكَ فكرةً .. كان لديهم 32 ألفُ مركبةٍ، إلى جانبِ الآلافِ من الجنودِ .. ولكنَّ قرارَ يُوآبُ غيّرَ الوضعَ تماماً .. ما نتعلّمهُ من ذلكَ هو أنَّ أيُّ شخصٍ يحاولُ الهروبَ من العدوِّ يكونُ ملّوَثاً بهِ فعلاً .. من ناحيةٍ أخرى كلُّ منْ يواجهُهُ باسمِ ربِّ الجنودِ، يحصلُ على العونِ الإلهيّ.

- يقولُ الكتابُ المقدّسُ أنَّ الإيمانَ يأتي عندما نَسمعُ كلِمَةَ الرّب (رومية 17:10) .. ومعَ ذلكَ، الخَوفُ هو عكسُ الإيمانَ، وهو يَظهرُ عندما نؤمِنُ بتهديدِ الشّيطانِ .. لذلِكَ وقَبلَ أيِّ تَحدٍّ، يجبُ علينا أنْ نفكّرَ في ما سيسكنُ في قلوبِنا: إذا سمحنا للخوفِ بالدّخولِ فسَنكونُ بيدِ الشّيطانِ، وبالتّالي لنْ يكونَ الرّبُ بجانِبنا .. والعكسُ صحيحٌ أيضاً: إذا كانَ لدينا إيمانٌ فسَنتَغلّبُ على العدوِّ بوجودِ أبانا السّماوي معنا .. لهذا السّببْ فكّرْ دائماً بنوعيّةِ الشّعورِ الذي ستَسمحُ لهُ أنْ يرشدَ قلبكَ.

- الإيمانُ هو سيّدُ من يملكَهُ .. هو يقودُنا للإيمانِ بالرّب الإلَه على الرّغمِ من المِحَنِ، ويَقودنا أيضاً للتقدّمُ ضدَّ جيوشِ العدوّ .. ويؤكدُ لنا أنّهُ في أيّةِ حالةٍ نحنُ منتصِرُون .. الشّيطانُ يُمكِنُهُ أنْ يلوِّنَ الصّورةَ بأغمقِ الألوانِ، ولكن إذا كنّا نثِقُ بالرّب القدير، فلنْ نَهتمَّ أبداً للوحةِ الشّيطانِ البشعةِ.

- بينما نقرأ المقطع من (أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ) يتشكلُّ لدينا انطباعاً أنّهُ في ذلكَ الوقت كانَ شعبُ الرّبِ على وشكِ أنْ يُعاني من هزيمةٍ مروّعةٍ .. ومع ذلكَ عندما تصوّرَ يُوآبُ الخطّة و نفّذَها، دُهِشَ لرؤيةِ الآراميينَ يفرّونَ من أمامهِ .. بل الأكثر من ذلكَ هو عندما رأى العمونين الآراميينَ يفرّونَ، أصابَهُم الذّعرُ وحاولوا الهربَ أيضاً.

- حتّى اليومَ، يوجّهُ الرّبُ القديرُ جنودَه للتصرّفِ بشكلٍ صحيحٍ في القتالِ... والسّرُّ هو عدمُ الالتفاتِ لتهديداتِ العدوِّ، ولكن بدلاً عن ذلك أصغِ إلى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ (الْعِبْرَانِيِّينَ 12: 2)... هو سيعطيكَ التعليماتَ اللّازمةَ .. لذلك اتبعْ تَوجيّهَهُ، وسترى أنَّ الخصمَ جبانٌ .. عندما تَقبلُ يسوعَ المسيحَ كمخلِّصٍ وربٍّ لحياتِكَ، فأنتَ اخترتَ أنْ تكونَ فائزاً دائماً .. لذلكَ لا تقبل أيَّ هزيمةٍ! كن قوياً وشجاعاً والرّب سيُكلِّلكَ بالنّصرِ!

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز