رسالة اليوم

22/01/2017 - يَحْرسُ الرَّبُّ قُلبَك وأفكَاركَ

-

-

لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (فيلبي 4: 6-7)

يَعلمُ الرَّبُ قُدُراتِنا، وماذا يَحدثُ لنَا لو أنّ القَلق سَيطرَ علينَا. والسِّرُّ في ذَلك هو أن نَضعَ كُلَّ طَلباتِنَا أمَامهُ، لأنّهُ قادرٌ بِسلامِهِ أن يَحفظَ قُلُوبَنا وَأَفْكَارَنا. ومَن يَتبع إرشاد الخَالِق يُفلِحُ.

خَلقنَا الرَّبُّ الإله الكَامِل، على صُورتهِ ومِثالهِ، لكنْ الخَطيئة سلبت منّا الصِّفات الإلهية. وعِندما يُخلِّصنَا الرَّب، لا يَشفينَا فَقط، ولكنَّهُ يَجْعلنَا خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ (2كورنثوس 5: 17). وهَذا يَعني أنَّ رُّوحَنا أصَبحَ جَديدٌ - ليْسَ الرُّوحُ السَّابق، بل روحٌ طَاهرٌ - إنمَّا يَعيشُ في الجَسد، في نَفسِ الجَسم، بِطبيعةِ الإنْسانِ العَتيقة.

لذلكَ إنّهُ أمرٌ في غَايةِ الأهميةِ أن نَطلبَ من الرَّبِّ في كَلمتهِ، التَوجيهَ لكُلِّ شيءٍ في حَياتنا، ونتبعَ تَعاليمهُ. فَتأكد أخي أنّ الرَّبَّ يَعلمُ مَا في دَاخِلكَ، لكن حَذاري أن تَكتمَ اِحتياجاتِكَ، لأنّهُ قال في الآية أعلاه إنَّ القلق يُتعب القَلب، و سَتُصِيبك سِهامُ العَدوَّ. أمَّا عِندمَا تُساق بِتوجيهٍ من الرَّبِّ، لنْ يَحدُث لكَ شَيئٌ، لأنَّ سَلامَ الله قَادرٌ أن يحفظكَ، ومن الضَّروري أن تَكونَ طِلباتُك مَعروفةً أمَامهُ ليَحدُثَ هَذا، ولا تَحتفظ بَأيِّ واحدةٍ مِنها، إنّمَا اذَكرهَا في الصَّلوات، وحَتي في التَضرُّع وصَلاةِ الشُّكرِ.

إنّ صَلاتكَ تَكونُ مُفيدةٌ عِندما تُؤمنُ بِقدرتِهَا، وتَتوجّهُ إلى الرَّب بِاحتياجاتِكَ وكُلّ مَا تَتوقع الحُصولَ عَليهِ مِنهُ تطلبهُ، وهَذا يُعتبرُ جَواباً على كُلِّ مَا وعَدك بهِ. أمَا التَضرُعَ فَهو مُجرّدُ عَملٍ بَسيطٍ نَحتاجُهُ أيضاً لنَضعَ احتِياجاتِنا أمَامهُ، وصَلواتُ الشُّكرِ تَعني شَيئاً أعَظم، فَأحَياناً تُؤدِيها في المَنزلِ مَع الأُسرةِ أو في الكَنيسةِ. وبهذه الطُّرق الثَلاثةِ نَستطيعُ الوصُولَ إلى الآبِ، ونُخْبرهُ بجَميعَ اِحتياجاتِنَا. وعِندما تَتكلّم مَعهُ حَولَ مَا تَحتاجهُ، وتَشْعر أنَّ سَلامهُ قدْ مَلأ قَلبكَ، تُقدم لهُ الشُكرَ على هَذهِ البَركةِ وتَشعُر أن الرَّبَّ قدْ أصغى إلى صَلاتِكَ.

مِن المُستحيلِ مَعرفةِ مَدى قُوةِ تَأثيرِ سَلامُ اللهِ في حَياتنا. ولكِنْ إن قَال الرَّبُّ أنّهُ سَيحفظنا، فَلماذا نَقلقُ؟ وخَاصةً أنّ الكَلمةَ تُعلنُ هَذا فَقط للذِينَ هُم في المَسِيح يَسوع؛ وإلاّ فَإنكَ لنْ تَنالَ هَذا السَّلام أبداً.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز