رسالة اليوم

28/04/2024 - كثرةُ الرَّحمةِ الإلهيَّة

-

-

أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ. (المزامير ٥: ٧)

إنَّ كثرة رحمةِ الله هي قلبٌ مليءٌ بالرأفةِ النقيَّة، ويقود هذا الشيءُ الخالقَ إلى التفكير والرَّغبة بعيش الإنسان حياةً رغيدةً بالرغم من بعده عن الآب. وهذه الصِّفة تجعل الربَّ لا يدين الإنسان بناءً على ما هو عليه الآن، بل يرى ما ستكون عليه خليقتهُ في المستقبل، طالما أنَّ الإنسان يقبل ما يعدُ به القدير عمَّا سيفعله لخيره. لذلك، إننا ندخل بيته المفتوح لنا بكثرة رحمتهِ.

لماذا لا نتمسَّك بخيرات الله الجميلة والرَّائعة، التي ستحوّلنا إلى أناسٍ شجعان أمام كلِّ هجمات مملكة الظلمة؟ لذلك، بدلاً من الهرب والعيش في حالةِ الخوف، سوف نستخدم سلطانَ اسم يسوع، جاعلين العدوَّ يهرب مع كلِّ ما له. ثمَّ، إننا ندخل بيت الربِّ؛ (كلمة الله) لنقرَّر حاضرنا ومستقبلنا، متمسِّكين بما هو لنا. لذلك، تمسَّك بالصَّلاح الإلهي وغيِّر حياتك إلى الأبد.

لم يكن داود خجولاً أو غير مسؤولٍ، لأنَّه لم يدخل أبداً إلى مغارة الخوفِ والهزيمة من خلال تعلُّمه كيفيَّة الدخول إلى بيت الله. فعليك أن تدخل بثقةٍ إلى حيث يقيم الربُّ؛ أي في أرض الموعد (الإنجيل)، وبالتالي لن تخدعك أكاذيبُ إبليس فيما بعد. سوف تجد الحلول لمشاكلك عندما تتعلَّم من الآب من خلال الكلمة، ولا يهمُّ كم يبدو الوضعُ صعباً، فسوف تربح لا محالة.

يعيش الذين يثقون بكثرةِ رحمة الربِّ بطريقة مختلفة عن البقيَّة، مع وضعهم بعين الاعتبار أنَّه من خلال وجودهم في بيتِ الله لن يتأثَّروا في الأفعال الشريرة التي يستخدمها إبليس. وأيضاً، حتى إن كان كلُّ شيء يشير إلى عدم وجود طريقة للتحرُّر من المشكلات، يبقون ثابتين في وعود الربِّ ومن ثمَّ ينتصرون. يحتاج الذين اختارهم الله أن يكسوا أنفسهم بالرحمة، وأن يثقوا بأنَّهم محميون.

لا تستهِن بغنى لطف الله، لأنَّه يقودنا إلى التَّوبة. فسوف تكون ناجحاً في كلِّ ما تصنع إذا بقيت في هذه الروح التي من الله، الرُّوح التي يفتحُ من خلالها الربُّ أبواب بيته أمامك. لكن إذا استهنتَ بهذه النِّعمة، فستجد أنَّك مثل غصنٍ جافٍّ في الكرمة، يُقطع عاجلاً ويُلقى في النار. فقد تمَّ اختيارك لتكون مباركاً.

إنَّ كثرة رحمة العلي تجعله يُحسن للمتمرِّدين أيضاً، فيقدِّم خيراته غير متوقعٍ الرد بالمقابل، وهذا يعلِّمنا درساً. تجعل هذه العطيَّة الآبَ صالحاً حتى لغيرِ الشَّاكرين والأشرار. تذكَّر أنَّه لا ينظر إلينا بسبب أنَّنا عملنا شيئاً صالحاً، بل لأنَّه صالحٌ وقد خلَّصنا بتقديس وتجديد الرّوح القدس. لذا، افعل مع الآخرين كما فعل الآبُ معك.

ادخل بيتَ الله بامتنانٍ لعمله الصالح الذي دعاك به لتكون جزءاً من شعبهِ، الذين أعطاهم اسمَ يسوع وسلطانه. وبهذه الطريقة سوف تنال القوَّة من المسيح وسيقودك إلى النَّجاح. واستمع وتعلَّم عن كلِّ ما يتعلَّق بالحياة بمخافة للربِّ، لأنَّ الذين يعيشون في بيت الربِّ يتمتَّعون بكلِّ ما هو متوفّر هناك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز