أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. (يوحنا ١٥: ٣)

طالب على الفورِ بما تقوله كلمةُ الله في الَّلحظة التي تفهمُ فيها، لأنَّ القوَّة ترافقها عندما يتمُّ إرسالها لفعل ما هو مكتوب. وبهذه الطريقةِ، سوف تتنقَّى من كلِّ خطأ ارتكبته. تعملُ الخطيَّة كفاصلٍ بينك وبين الله، فلن تكونَ على شركةٍ معه إذا كانت هناك خطيَّة في حياتك. فإنَّ كل الذين يسقطون في التَّجربة يفقدون الشَّركة مع الآب.

آمن في الَّلحظة التي تفهم بها الكتاب المقدَّس بأنَّه قد طُرحتْ بعيداً كل نجاسة فيك والألم الذي في ضميرك وكلَّ شعور سلبيٍّ آخر في قلبك، وهكذا لن يقدر الشريرُ أن يضايقك فيما بعد. لأنَّ الذين حرَّرهم يسوع لن يظلَّوا منفصلين عن العليِّ. إذن، صلِّ واعترف وانتظر الإعلان الذي سيعطيه اللهُ لك، واعتبر نفسك حرَّاً عندما تتلقَّاه.

لقد قال يسوعُ إنَّ الذين لا يأتون بالثمر يشبهون غصناً يابساً في الكرمة يُقطعُ سريعاً ويُطرح خارجاً. إنَّه تحذيرٌ صريح أعطاه المخلِّص لكلِّ الذين يعدُّون أنفسهم مُخلَّصين. وإن لم يفعلوا شيئاً لصالح الضَّالين أو لم يتجاوبوا مع نداء الرّوح القدس، فسوف يقطعهم ويستثنيهم الربُّ. انظر إذا كان هذا الأمرُ يتعلَّق بك. لذلك، يجب علينا أن نكون في الكرمةِ وليس خارجها.

ربَّما أقحمت نفسك في نوع معيَّن من الشَّهوات، لكنَّك سوف تتنقَّى في اللحظة التي تُعلن لك كلمةُ الله، وسوف يتمُّ تطهير كلِّ جزء منك من كلِّ الخطايا، ولن تكون فيما بعد منفصلاً عن الله. والآن، يتطلَّب كلُّ أمر يتلقَّاه الإنسان من السَّماء فعل إيمان وليس رغباتٍ.

إنَّ الذين لا يؤمنون بشهادات العلي لن يروا تحقيقَ وعوده. لكن يجب أن يتوخَّى الحذر كلُّ الذين يأتون بالثِّمار. فسوف يقوم الآبُ بإزالة كلِّ شيء لا يأتي منه في حياتهم. فكلُّ ما يعيق الثمار يجب أن تتمَّ إزالته لكي يعطون ثمراً أكثر. ويرينا هذا بأنَّ الربَّ يريد من كنيسته أن تستخدم القوَّة التي منحها لها. ولا يرغب القديرُ بفعل شيء لا يريده المرءُ. لماذا لا تؤمن بالشَّخص الذي لا يكذب أبداً ويريد منفعتك؟

اسعَ للبقاء في يسوعَ وأن يبقى هو فيك، حتى لا تُصاب بالاحباط أثناء المصاعب. إذا لم تكن في شركةٍ معه، فلن تنتج الثِّمار النافعة. تكون في الربِّ عندما تتصرَّف بناءً على كلمته، وذات الأمر، يكون هو فيكَ عندما تسمح له بأن يستخدمك لمجده. لن يخيب ظنُّ خدَّام الله الحقيقيّون لأنَّهم مع السيِّد، وسوف يروا تحقيقَ وعوده.

لا تدع نفسك تنقطع من الكرمةِ. حتى ولو بديت كغصنٍ مائتٍ، فبإمكانك أن تحظى بحياةٍ من جديد. يقول وعد يسوع بأنَّ كل الذين يؤمنون به سوف يحيون حتى بعد مماتهم (يوحنا ٢٥:١١) لذلك، اتَّخذ مكانتك في المسيح الآن، وكُن مباركاً في ابن الله. وبما أنَّ الآب لم يأخذك إلى السَّماء حتى الآن، فهذا يعني أنَّه ما يزال لك عملٌ تقوم به على الأرضِ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز