-
-
وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟».
(الخروج ١٧: ٧)
إنَّ ما حدث في رِفيديمَ كان أكثر من مجرَّد تذمُّر بسيط. فلم نستطِع معرفة العمل العظيم الذي أعدَّه القدير لأنَّهم جرَّبوا الربَّ. لقد علم الربُّ ما كان ينوي عماليقُ فعله ببني إسرائيل من خلالِ الخيانة التي كان يعدّها. ومن المؤكَّد أنَّ النِّهاية كانت ستكون مختلفة، لكنَّ بعضهم سقط متألماً لأنَّه لم يفهم ما هي الخطَّة. الأمرُ الذي لا يُمكن أن يحصلَ معنا!
كان عليهم الإيمان بأنَّ الله قويٌّ كفاية لفعل معجزة لا بدَّ أن تكون درساً عظيماً لهم ولنسلهم وللبشريَّة سواء. وبسبب عدم صلتهم بالعليِّ نَسوا كلَّ ما فعله لأجلهم في مصرَ وفي عبور البحرِ الأحمر، حيث المكان الذي سقط فيه فرعون وجيشه. فقد عانى الكثيرون منهم بسببِ فشلهم في الإيمان بصلاحِ الله وحكمته في التخطيط وأنَّه أعظم من كلِّ المخطَّطات الأخرى.
كان القديرُ ليجعل ينبوعَ ماءٍ صافٍ يرتفع أمام خيامهم مباشرةً لو أنَّهم صلّوا، أو يقوم بعملٍ رائع آخر. لكنَّ عدم مهابة الشعب جعلته يعيش بحسبِ الجسد، وعندما هاجمه عماليقُ لامَ الربَّ. لذا، آمنْ بما يمكنه صنعه من أجلك، وكُن واثقاً بأنَّ كلَّ الذين يقودهم الراعي الصَّالح لا يباغتهم العدوُّ فجأة.
لا ترتعد أبداً إذا كنت خادماً للربِّ وتسمح للشرّير أن يزرعَ فيك ملامةً تجاه الربِّ. فهو عالمٌ بكلِّ شيء ويعرف كلَّ ما تحتاجه وكم تقدر أن تحقِّق معه. لذلك، يقودك الله في لحظاتٍ معيَّنة في المواقف الصَّعبة. اجعل من كلِّ عدوٍّ في حياتك فرصةً للنمو في الإيمان، وأوجد الحلول المتوفِّرة. وهكذا سترى بأنَّ الآب يحبُّك ويعتني بك.
بإمكانِ كلِّي العلم أن يسمح أو أن يقود بعض الناس إلى المشكلاتِ، فهذا جزءٌ من تعليمه. في الحقيقةِ، إنَّ هذه الظروف الصَّعبة ليست سوى فرصاً للربِّ لعملِ شيء عظيم في حياتك. ثمَّ، يريدنا اللهُ أن نصل إلى مكانةِ الإنسان الكامل، وكما حدث مع يسوع، ابنه الوحيد، نحتاج أن نتعلَّم فعل مشيئته الإلهيَّة بغضِّ النظر عن كلِّ الظروف.
لقد أمر الربُّ موسى بالذَّهاب إلى جبل حوريب برفقة شيوخِ إسرائيل بنفس الأداةِ التي لمست البحر الأحمر وضربت الصَّخرة فأخرجت منها ماء للشّرب (خروج ٦:١٧). هذا ما حدث بالضَّبط، لكن هل كانت حقاً تلك خطَّة الله الأصليَّة؟ حسناً، من المُحتمل أنَّها لم تكُن! ولأنَّهم لم يفهموا خطَّته الأولى، صنع طريقةً أخرى لمعونتهم.
يقود الآبُ حياتك، لذلك لا تسمح للعجلةِ بالازدهار في قلبك. فعندما يزعجك وضعٌ معيَّن، تذكَّر: إذا كان الله يسمح لهذا بالحصول، فإنَّه يعدُّ شيئاً ثميناً، وسيضع حدَّاً للشرِّ الذي يضايقك.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز